أمل بنت فهد
في عز التتويج تتهاوى قلوب الجبناء حسرةً.. والذين اختاروا الزوايا القصية وتركوا العمل والجهد والمجد لمن آمنوا وقبلوا التحدي.. وصارعوا العوائق.. وقطفوا نجوم التألق.. أعظم من ذلك ما حدث في اليوم الوطني لأنه ذروة الفرح التي سبقتها إنجازات.. وقفزات ضخت السعادة في روح السعوديين والسعوديات كأنما تسمع لقلوبهم نبضاً بإيقاع واحد.. يحكي عن الفخر والكرامة والعزة.. ووطنية كشفت عن نفسها وظهرت.. فأبهرت العالم حتى رقصت لأجلها الدنيا.
نفحات الفرح السعودي مرت بالغالبية.. واستثنت خونة الوطن.. إنهم اليوم في قاع حسرتهم وإن كابروا.
وإن سألت عن حال من خان وطنه.. فإنه يعيش عار لا يفارقه حتى بعد موته.. إنه مصدر شك وريبة أينما تحرك.. ويعرف جيداً مشاعر الاحتقار التي تصاحبه أينما كان.. إنها أشد وطأة من شعور الخزي الذي ينتاب من خان أمه وأبيه.. ومن حوله يعرفون قصة عقوقه.. وصمة عار يعيشها ذلاً ومهانة ولو سكن القصور.. ومُنح الحماية.. من خان وطنه لا يمكن أن يبقى إنساناً سوياً.. لأن حب الوطن غريزة كحب الوالدين إن لم يكن أعمق.. وحين تتشوه الغريزة سيقابلك معتل الشخصية.
للوطن في داخل الإنسان ضمير صارم.. لا يقبل أنصاف الحلول.. ولا يقنع بالخطوات المترددة.. إنه يحي في الإنسان فروسيته.. وشجاعته.. ويبقى محل إعجاب وهيبة أينما حل.. على عكس خائن الوطن.. ليس له أمان.. وجبان.. ولا يتحدث إلا وهو بعيد أو من خلف ستار.. خائف أبداً.. ترجمه الدنيا بمن فيها وتلعنه.
إنه الفاشل الذي علق فشله على عاتق الوطن.. وفي أول فرصة قبل صفقة الغدر وطعن الوطن في ظهره.. وعادة الجبناء طعن الظهر.
في اليوم الوطني كن على يقين أن كل من خان الوطن يعد ذنوبه عداً.. فما عيش الغربة عيشٌ.. ولا حضن الأغراب حضن.
والمجد كل المجد لمن آمن بوطنه.. واسترجع من اللصوص ما سرقوه من الوطن.. الكرامة لمن صبر مع وطنه.. وكافح من أجل وطنه.. والخيبة لمن ضعف وصافح يد الإجرام.
بوركت يا وطني.. وكل عام وأنت بخير وعافية.. ولنا من الأمجاد نصيب ينتظر وقته.. ولا شك أنها باتت أقرب.