فهد بن جليد
تعيين سعودية في منصب مساعد لرئيس بلدية الخبر، خبر مُفرح وهام ليس لكونها أول سعودية تصل إلى هذا المنصب فحسب، بل لأنّ الحاجة بالفعل ماسة لوجود قيادات نسائية مُتخصصة في البلديات، وأقسام تقوم وتشرف عليها نساء للقيام بأدوار الخدمات، بعد المساحة العريضة التي تم منحها للمرأة في الأنشطة التجارية والعمالية، فكان لابد من وجود امرأة تتعامل مع مستجدات النساء واحتياجهن في هذه المرحلة.
تجربة عمل المرأة السعودية في القطاع الخاص تجربة حديثة وهي رمز للقوة والطموح والنجاح، كما أن عودتها مُجدداً للقيام بأدوارها الطبيعية في النشاط التجاري كما كانت عليه سابقاً، مسألة تحتاج لمزيد من الدعم والمُساندة، ولعل الخطوات الحكومية المُتلاحقة تدعم مثل هذا التوجه يوماً بعد آخر، وتُذلّل الصعوبات بما يضمن توسيع مُشاركة المرأة في التنمية وفق الرؤية الوطنية، ودعم استقرارها الوظيفي كما تم مؤخراً في برنامجي (قرة) و(وصول) فالأول يغطي تكاليف 80% من كلفة حضانة أطفال المرأة العاملة، والثاني يهدف إلى تطوير وتحسين بيئة نقل المرأة من وإلى مقر العمل، وهي خطوات دعم ( للحضانة وأجور النقل) لا تحظى بها كثير من النساء العاملات في مُعظم دول العالم.
من حقنا أن نفرح ونحتفي بأي خطوة يتم فيها منح المرأة السعودية مزيداً من الأدوار الوظيفية للقيام بخدمة وطنها، انطلاقاً من المكانة اللائقة والطبيعية التي يحفظها لها المجتمع السعودي، ونحن الذين عانينا طويلاً من اتهامات يسوقها الإعلام الغربي عن كذبة ورواية تهميش دور المرأة السعودية، رغم أنَّ الواقع المعاش، والمكانة الكريمة التي تتمتع بها المرأة السعودية ( العاملة وغير العاملة ) تفند مثل هذه الأقاويل والادعاءات الباطلة، مع حصول المرأة السعودية على أدوار غير مسبوقة اجتماعياً, ومنحها مناصب رفيعة في السنوات الأخيرة، لم تعرفها من قبل، وهو ما يُحتم علينا أن نستبدل تلك الصورة النمطية الخاطئة عن المرأة السعودية، ونصححها بإبراز الحقيقة مع شكر قادتنا ووطننا على كل ما يُبذل من خطوات تشجيعية وداعمة لدور المرأة السعودية.
في ظل هذا التسارع الحميد لمنح النساء العديد من المناصب، ما نحتاجه اليوم هو تفعيل حقيقي لدور النساء في تلك المهام الموكلة إليهنَّ، وقيامهنَّ بالأدوار المُنتظرة منهنَّ في مسيرة التنمية، والحذر من الركون إلى التصفيق وأصوات الإشادة لمُجرد التعيين بمرتبة الحضور الشرفي.
وعلى دروب الخير نلتقي.