م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - أما وقد أتيح لوزارة الداخلية أن تركز على الشأن الداخلي بعد أن تم نقل مهام أمن الدولة ومكافحة الإرهاب إلى جهاز مستقل.. فإننا كمواطنين ندعو سمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود أن يلتفت إلى هذا الملف الذي يوازي في تأثيره وكلفته على المجتمع السعودي تأثير وكلفة حرب أهلية.
2 - لا أجد وصفاً أدق للمصيبة التي تعيشها بلادنا كل يوم بسبب حوادث السيارات من الكارثة الدائمة .. فالكوارث نوازل تحل بالمجتمعات ثم تنقشع.. ويكون الزمن الفاصل بين الكارثة والأخرى جيلاً وربما أجيال.. إلا أن كوارث السيارات في مملكتنا تظل هي الحدث الأبرز الذي وصل إلى الجيل الثاني ونخشى أن يمتد جيلنا الثالث أيضاً.
3 - حوادث المرور بإصاباتها ووفياتها ومعاقيها وخسائرها المادية تحولت عندنا في المملكة من حالات بمقاييس مدنية إلى كوارث بمقاييس حربية .. ورغم اعتراف الجميع بحجم المشكلة وهول تأثيرها على الدولة والمجتمع إلا أن الناس لا تدري لماذا لم يرتق التعامل معها حتى الآن إلى مستوى الأضرار الناجمة عنها.. فنحن لسنا بدعاً بين الناس والشعوب الأخرى.. فلماذا نجحوا هم وفشلنا نحن في الحد من حالة التقتيل اليومية التي استمرت وهي تمضي إلى عامها الخمسين وبنسبة ارتفاع سنوية ثابتة؟.
4 - الأطراف المشتركة في حوادث السيارات هم الثلاثي: الطريق والسيارة والسائق.. والحقيقة أن السائق هو المتسبب الأكبر في كارثة حوادث السيارات في بلادنا.. إذاً المطلوب تغيير عادات وسلوكيات السائق للوصول إلى حلول تحد من عدد الحوادث.. وبالتالي تحد من الهدر المالي الذي يصيب العائلة السعودية في مقتل.. وتقلل حالات الاختناقات المرورية.. وتيسر انسيابية المرور.. وتوفر من الوقت المهدر على مستخدم الطريق وترحم أعصابه.
5 - أن تُشغل ثلث أسِرَّة المستشفيات السعودية بمصابي حوادث السيارات.. وأن يكون أكبر هدر مالي يصيب الأسرة السعودية من السيارات.. وأن تكون أكبر مكامن الاحتيال والغش للمواطن السعودي هي وكالات وورش إصلاح السيارات.. وأكبر سوق لقطع الغيار المغشوشة هي قطع غيار السيارات.. وأكبر قاتل للمواطن السعودي هي السيارات.. هنا لا نملك إلا أن نقول يا سمو الوزير: (داخلين على الله ثم عليك).