د.دلال بنت مخلد الحربي
جاء اليوم الوطني 87 في هذا العام مختلفاً، بالاستعداد له أولاً، ثم إطلاق فعالياته بهذه المناسبة، والأجمل فيه التفاعل الكبير الذي أظهره المواطنون من حب وولاء وارتباط بالقيادة والوطن بمشاعر ترجمت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات ورسومات وقصائد في مجملها عكست حجم اللحمة الوطنية ومقدار الارتباط والانتماء.
وكان التغير الملموس هو جهود هيئة الترفيه التي استعدت للمناسبة لإعطاء هذا اليوم تميزاً وصبغة خاصة والعمل على تفاعل المواطنين معه.
ورغم ما قامت به الهيئة من جهد واضح، إلا أن هناك بعض الهفوات التي تحتاج إلى معالجة في السنوات القادمة من مثل تهيئة الأماكن لاستقبال الجمهور بتوفير مقاعد في الأماكن التي لا توجد فيها، والحرص على توفير خدمات عامة، وعدم تحميل الأماكن فوق طاقتها، فجزء من الترفيه أن يكون الإنسان مرتاحاً، ولكن عندما يواجه بالزحام الكثير، وعدم وجود أماكن للجلوس، وخدمات عامة، فإن ذلك ينغص على المرء ويشتت ذهنه، ويدفعه إلى الانسحاب لعدم القدرة على تحمل ضغط المكان.
ولعل من المناسب أن أشير إلى جانب قضية الترفيه أن يهتم بنشر الوعي بأن حب الوطن يكون بالتمسك بالنظام، وعدم الإساءة إلى الممتلكات العامة واحترام الآخرين، وهذه نقاط أشار إليها الدكتور محمد عبدالله الخازم في مقاله هذا الأسبوع في الجزيرة يوم الأحد 4 المحرم (ع 16432)، فإن مسألة التركيز على هذه الأمور في اليوم الوطني قد تكون مثمرة لأنها ترتبط بحب الوطن والإخلاص له، وقد يكون من المناسب تركيز المدارس في أيام قبل وبعد اليوم الوطني لترسيخ المبادئ والقيم التي تدفع إلى تنشئة الأجيال تنشئة صالحة تلتزم بحب وطنها في شكل إيجابي وتفادي السلبيات التي أشار إليها الخازم في مقاله باختزال الوطن بصورة استهلاكية قابلة للعرض مرة واحدة في العام.
تبقى مناسبة الاحتفال باليوم الوطني مناسبة غالية وعزيزة لا بد أن نستثمرها في بث الوعي الذي يسهم في تقدم الوطن ورفعة شأنه.