سعد الدوسري
عاش الوطن بكامله، يومين من أيام فرحٍ لن تُنسى، وربما لم تشهد البلاد مثل هذا الكم من الفعاليات ومن التفاعل الجماهيري. في كل موقع، كانت هناك فعالية أو احتفالية، من طائرات الخطوط السعودية، إلى مدرجات الملاعب، إلى الساحات الشعبية، إلى مراكز التسوق، إلى المطاعم والمقاهي. كانا يومين أخضرين بامتياز، شارك فيهما الكتاب والفنانون والرياضيون والاعلاميون والأطباء ونجوم وسائل التواصل، الكبار والشباب والفتيات والأطفال، ليسجلوا بذلك موقفاً واضحاً لصالح الفرح، ضد التجهم والتطرف والغلو.
هذه الحشود الاجتماعية الهائلة في ساحات حب الوطن، في كل أرجاء الوطن، أثبتت أن الزمن يسطّر لنفسه عنواناً جديداً، عنوانٌ لا ينتمي للماضي، بل للمستقبل. ليست هناك عودة للوراء، هناك المزيد والمزيد من الفرحة والبهجة التي حُرمَ الوطن منها، بلا مبرر. وسينزاح عن الطريق أولئك الذين كانوا يخططون ويعملون لسجن البهجة في زنزانة انفرادية. وسيحل محلهم مخططو برامج الحياة والمتعة والفرح.
لقد سقطت كل حراكات التخويف التي كان البعض يسعون لزرعها في بلادنا، وانتصرت حراكات الانتماء والولاء والنماء والبناء. لقد ظنَّ المتآمرون أن الوطن سيسقط قبل يومه الوطني، وجاءت أفراح المواطنين بذكرى توحيد وطنهم، كصفعة شديدة على وجوههم. هم كانوا وسيظلون واهمين، وكل رهان من رهاناتهم يتحول إلى خيبة أمل كبيرة. وليس أجمل من أعراس السبت والأحد، ليتعلموا منها درساً مهماً وبليغاً.