عبدالواحد المشيقح
لا أعتقد أن هناك أي متابع إلا ويلاحظ الاختلاف الواضح بين (محللي) القانون في حالة واحدة.. ولا أعتقد أن هناك تباينًا أكثر من التباين الذي نشاهده ونقرؤه للمحللين القانونيين في حالات متشابهة..!
ما يقوله (محللو) القانون من تناقضات في رأيهم (القانوني) يؤدي بشكل أو بآخر إلى إثارة المشاعر.. وتغييب الواقع.. وضياع حقوق الفِرق.. ومنح بعض الحكام درجات لا يستحقونها.. وحجبها عن آخرين جديرين بها..!
المتابع وصل لقناعة بأن التحليل القانوني للمباريات يخضع للمحسوبية والارتجالية.. ولميول المحلل.. وعلاقته ببعض الحكام والإداريين.. فهو إن أخطأ حكم ممن تربطه معه علاقة أوجد له ألف عذر وعذر.. أو على أقل تقدير يجب السكوت عنه.. والتغاضي عن أخطائه..!
والمتابع أيضًا أصبح لا يثق بما يقوله المحلل بعد أن اهتزت الثقة به.. وهم يرون تناقضاتهم في حالات واحدة، وتباين آرائهم في حالات متشابهة؛ فرأيهم (القانوني) يتغير بتغيُّر الفرق واللاعبين.. ولست أبالغ إن قلت إني أعرف مسبقًا ماذا سيقول (المحلل) قبل أن يشرع في رأيه.. ومعرفتي تلك ليس لها علاقة بمعرفتي للقانون من عدمه.. ولكنها معرفة بمن يطلق عليه (خبير تحكيمي)..!
هؤلاء (المحللون) - مع الأسف - غالبيتهم مقيّمون للحكام، وممن يؤخذ برأيهم في لجان الحكام.. وما دام أن (المحللين) أقل من طموحاتنا، ويفسرون القانون على حسب لون (فانلة) اللاعب، سيكون هناك ضعف وارتباك لدى الحكم.. هكذا يقول المنطق.. فنحن لدينا حكام من الممكن أن يصبح لهم شأن، وآخرون لديهم الاستعداد للتطور.. ولكن هؤلاء بحاجة للأخذ بيدهم.. والشد من أزرهم.. وإرشادهم نحو الطريق الصحيح (لا) كما يفعل محللونا الذين هم في الأصل مقيّمون للحكام.. بقتل طموحاتهم.. وتشريحهم عند خطأ بسيط.. وغض الطرف عن آخرين أخطاؤهم كوارثية.. وتتكرر في كل مباراة يقودونها.. والضحية موهبة تحكيمية تدفن وهي في أولى خطواتها نحو التألق..!
مشاكلنا التحكيمية كثيرة.. وبرأيي إن أكبرها مستوى المقيّمين الضعيف.. فهم أقل من الطموحات.. وأضعف من مستوى الحكام أنفسهم.. ومعظمهم لا يملك القدرة على تطوير نفسه.. فكيف إذًا سيكون قادرًا على تطوير غيره، ونجعله مقيمًا للحكام(؟) يشرح لهم القانون وتعديلاته.. ويبيّن لهم سلبياتهم وإيجابياتهم.. ويتحكم بمصير من الأجدر بالاستمرار من عدمه..؟!
الحل الأمثل لتطوير الحكم السعودي هو الاستعانة بالكوادر الأجنبية؛ ليعملوا محاضرين ومقيّمين للحكام.. والإنجليزي كلاتنبيرغ لن يستطيع العمل وحده.. فليس هناك مانع من الاستعانة بالكوادر الأجنبية البعيدة عن أجوائنا.. وممن ستعمل بدون ارتجالية ومحسوبية.. ودون الأخذ بلون هذا الفريق.. أو اسم ذلك اللاعب.. والخطوات والتحركات التطويرية التي شاهدناها في الأيام الماضية من قِبل الهيئة العامة للرياضة تجعلنا نتفاءل بأن التحكيم هو الآخر سيكون له نصيب من العمل الجاد لتطويره.. وهذا التطوير لن يتحقق إلا بوجود أسماء وكوادر أجنبية قادرة على رفع مستوى التحكيم.. وكلنا ثقة برئيس مجلس إدارة هيئة الرياضة تركي آل الشيخ لجلب تلك الكوادر.. فمحور مشاكلنا التحكيمية سببها المقيّمون والمشرفون على الحكام..!
بقايا
. مارس قوميز تهوره المعهود، وفتح ملعبه بطريقة مبالغ فيها، وكان يمكن أن يخرج التعاون خاسرًا بسبب (التهور) لولا الفوارق الفنية بينه وبين الرائد..!
. التعاون مؤهل لأن يكسب أي فريق لو أن مدربه يفكر في أن يحمى شباكه قبل تفكيره في هز شباك المنافس..!
. مشكلة مدرب التعاون أنه يعرّض شباكه للاهتزاز ثم يدخل في إشكالية تعديل النتيجة..!
. البولندي سيمون مارتسينياك كان النجم الأول في لقاء التعاون بالرائد؛ فقد قاد اللقاء بكل كفاءة، وكان نموذجًا للحكم الواثق من نفسه وقراراته.
. استقالة تركي الخليوي من عضوية اللجنة الأولمبية واتحاد كرة اليد خسارة كبيرة لكرة اليد السعودية التي شهدت في عهده نتائج إيجابية لمنتخبنا وتطورًا كبيرًا في اللعبة.
. ربما أن فهد المولد قد واجه ضغوطات للمشاركة أمام الهلال وهو (مصاب)، ولكن كان يجب عليه أن لا يرضخ لتلك المطالبات ويعرِّض نفسه لتفاقم إصابته..!
. إدارة الاتحاد تتحمَّل مسؤولية إشراك المولد وهو يعاني من الإصابة، وكان عليها إشعار المدرب واللاعب بخطورة إشراكه..!
. تحسَّن أداء الشباب أمام الاتفاق، وحقق الفريق الفوز؛ لأن اللاعبين أرادوا ذلك..!