أبها - عبدالله الهاجري:
في شهر مارس من عام 2015م، كتب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تغريدة في موقع التواصل الاجتماعي تويتر وقال «هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك».
وفي إبريل عام 2016، قال ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رداً على سؤال ما إذا كان سيُسمح للمرأة بالقيادة: «لا شك أن المرأة عملها مهم جداً، وهي نصف المجتمع، ولا بد أن تكون فعالة ومنتجة في السعودية.. قيادة المرأة ليست قيادة دينية، بقدر ما هي قيادة لها علاقة بالمجتمع نفسه، يقبلها أو يرفضها».
ومساء الثلاثاء26 سبتمبر 2017، كان ليلة انتصار الملك سلمان للمرأة السعودية، وذلك بعد أمره السامي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، حيث سيبدأ هذا القرار مع شهر يونيو القادم.
وتمكن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن يكتب في تاريخ المملكة بقلم ذهبي على صعيد إصلاح الدولة وتفعيل دور الشباب والمرأة في المجتمع. وبخطوة جريئة وتاريخية.
وأفاد الأمر الملكي «أن أحكام نظام المرور بما فيها إصدار رخص القيادة ستطبق على الذكور والإناث على حد سواء».
واستند القرار إلى رأي «غالبية أعضاء هيئة كبار العلماء بشأن قيادة المرأة للمركبة من أن الحكم الشرعي في ذلك هو من حيث الأصل الإباحة».
وتابع «أنهم لا يرون مانعاً من السماح لها بقيادة المركبة في ظل إيجاد الضمانات الشرعية والنظامية اللازمة».
وأفاد الأمر الملكي نقلا عن العلماء بأن «الدولة حارسة القيم الشرعية وتعتبر المحافظة عليها ورعايتها في قائمة أولوياتها سواء في هذا الأمر أو غيره، ولن تتوانى في اتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ على أمن المجتمع وسلامته».
إلى ذلك، قال سمو الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز سفير المملكة لدى الولايات المتحدة إن قرار المملكة السماح للمرأة بقيادة السيارة ليس مجرد تغيير اجتماعي كبير وإنما هو جزء من الإصلاح الاقتصادي في البلاد.
وقال الأمير خالد إنه يعتقد أن القيادة السعودية تدرك أن المجتمع السعودي أصبح جاهزا لذلك.
ولاقى القرار الملكي صدى واسعاً في فضاء تويتر على كافة الأصعدة داخل المملكة وخارجها، حيث رحب الجميع بهذا القرار، وتحولت منصات التواصل الاجتماعي، إلى تفاعل واسع صاحبها إطلاق الكثير من الهاشتاقات، حيث تصدر هاشتاق #الملك_ينتصر_لقيادة_المرأة وهاشتاق #السماح_للمرأة_بالقيادة و#السماح_بقيادة_المرأة لائحة الأكثر تداولاً ورغم إجماع المغردين على أهميته، كان هناك بعض التحفظ، وخرج المتحفظون على القرار في أفضل صور التعبير عن قراراتهم حيال هذا الأمر، دون وصاية أو فرض لآرائهم، بل كانوا في أرقى صور التعبير، متماشين مع ما جاء في نص القرار بأن الدولة لا تزال حارسة القيم الشرعية، وبأن قرار قيادة المرأة هو أمر اختياري وليس إجباري، فيما أتت معظم التغريدات مرحبة ومتفاعلة مع هذا القرار، بل إن صدى القرار وصل عالمياً على الأصعدة السياسية، حتى أن المغنية الأمريكية المعروفة «ريانا» بَارَكْت للسعوديات بهذا القرار، فيما كان النصيب الأكبر من التغريدات لعدد من النساء السعوديات، المرحبات بهذا الأمر والذي سيعود عليهن بشكل إيجابي.