أبها - عبدالله الهاجري:
أجمع عدد من السيدات والإعلاميات بمنطقة عسير على أن القرار السامي الذي صدر من خادم الحرمين الشريفين مساء الثلاثاء، والذي يسمح للمرأة بقيادة السيارة، قرار تاريخي، عاكس للنهضة الإصلاحية الكبيرة التي تشهدها دولتنا المباركة على الأصعدة كافة. وأكدن أن هذا القرار جاء لما تقتضيه المصلحة، ويعكس ثقة القيادة في المرأة السعودية بإعطائها حقها الذي جاء بموافقة من هيئة كبار العلماء.
بداية، قالت نورة مروعي عسيري (تربوية وإعلامية): لم يكن قرار الملك سلمان بن عبدالعزيز بالسماح للمرأة بقيادة السيارة مستغربًا لعلمنا وثقتنا بكل قادتنا وولاة أمرنا لما تقتضيه المصلحة، وتتطلبه حاجة المرأة السعودية، وخصوصًا بعد دخولها سوق العمل بشكل كبير، ومع ما تشهده الدولة من توسع في جميع مجالاتها دون استثناء مع مقتضيات ومتطلبات تحقيق رؤية 2030م.
وأشارت: قد بدا واضحًا لكل من اطلع على تفاصيل هذه الرؤية، واستقرأ واستشرف مستقبل الوطن، أنه يحمل كثيرًا من البشارات مع ما حققته المرأة السعودية من نجاحات وإنجازات محلية ودولية، استحقت عليها هذه الثقة التي نثمنها ونعتز بها.
وأبانت عسيري أن الباحث والمتتبع لسلسلة القرارات الأخيرة يجد أنها كانت في صالح المرأة بكل المقاييس؛ إذ نجحت في تحقيق تمكينها الفعلي بالمشاركة في عجلة التنمية الوطنية الشاملة، بداية من قرار إصدار هوية وطنية خاصة بها، والسماح لها بالسفر بدون محرم وفق ضوابط شرعية، ثم دخولها عضوة في مجلس الشورى، وتلاها دخولها المجالس البلدية، ثم السماح بدخول الرياضة المدارس، وأخيرًا السماح لها بإصدار رخصة قيادة؛ ما يؤكد عزم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان - حفظهما الله - على السير قدمًا في كل ما يخدم ويسهل عجلة التنمية، وحزمهما في عدم تعطيل مسيرة المرأة السعودية.
وبالتأكيد، المرأة السعودية تقدر وتثمن هذه الثقة، وستكون جديرة بها، وعند حُسن ظن قيادتها.. فكان هذا القرار قرارًا جريئًا في وقت ألجم فيه كل من شكك وحاول اختلاق فجوة بينها وبين مجتمعها وبين قيادتها، وقد كانت - ولا تزال وستظل - المرأة السعودية ضمن نسيج هذا الوطن في تلاحمه ووحدته.
وقالت الإعلامية نادية الفواز إن القرار السامي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة وجد أصداء كبيرة. وقد كنا ننام على حلم الاستيقاظ على الحصول على هذا الحق الذي سيكون له تبعات اقتصادية واجتماعية وثقافية.. وقد وصلت المرأة السعودية إلى أعلى المراتب، كما استطاعت أن تبرز عالميًّا في كل ميادين الشرف؛ فلن تفشل في قيادة حياتها بنفسها، والحفاظ على خصوصيتها وخصوصية أسرتها.
وأضافت الفواز: فيما أرى أمام عيني أن المجتمع سيستغرب الوضع في البداية، لكنه سيصبح أمرًا اعتياديًّا وطبيعيًّا. وأعتقد أن هذا القرار جاء ردًّا على العديد من القنوات المغرضة التي تظل تضرب على هذا الوتر بدعوى أنها تحافظ على حقوق المرأة وحقوق الإنسان. وهذا القرار سيوقف هذه الألسنة التي تضع المجهر على قضايا المرأة السعودية لإثارة البلبلة.. ولم أستغرب القرار الذي ناهضت لأجله العديد من السيدات، كما أن ما تشهده السعودية من تكور وقفزات في المجالات كافة كل ذلك يقول إن قضية قيادة المرأة لن تظل حبيسة الأدراج، وإن الرؤية الجديدة شابة وثاقبة، وتحاول أن تسجل رقمًا قياسيًّا في تطوير البيئة في المملكة، ورفع سقف البنية التحتية، ومحاولة إيقاف الثرثرة حول القضايا الجانبية، ومحاولة تكريس فكر المجتمع نحو الانفتاح الفكري، والعالمية التي لن تتحقق إلا من خلال القرارات الجريئة والناجعة.
من جهتها، قالت المدربة ليلى الشهري مدير الموارد البشرية بمجموعة أهل السراء للصناعة والتجارة
بخصوص قرار قيادة المرأة السيارة: إنه القرار الصحيح والمنتظر منذ عقود؛ فالعديد من السيدات قادرات على الإنجاز والإبداع بما يسهم في سير عجلة التنمية بالمجتمع، ولكن عائقهن الوحيد عدم وجود سائق متفرغ، أو اضطرارها لدفع مبالغ مالية، هي وأطفالها بها أحق. وأبانت أن حكومتنا ذات رأي سديد، وهذا ما تأملناه منها من تمكين المرأة ومساندتها. بارك الله لحكومتنا خطاها.
وبدورها قالت ريم العسيري (إعلامية، مساعدة رئيس تحرير صحيفة «آفاق» الصادرة عن جامعة الملك خالد) إنه بهذا القرار انتصر سيدي سلمان للمرأة، وأبى إلا أن يعطيها حقها في قيادة السيارة، ذلك الحق الذي لطالما ناضلت لأجله السعوديات، واليوم أصبح واقعًا رغم أنف كارهي المرأة ومحتقريها والمنتقصين من قدراتها.
وأضافت: سعادتي بهذا القرار عظيمة جدًّا؛ إذ إنها تأتي بالتزامن مع ذكرى يوم الوطن الـ87 التي تحمل ذات الرقم للعام الذي خرجت فيه للحياة 1987م.
وأشارت بقولها: سيعلق تاريخ 6 محرم الموافق 26 سبتمبر في ذاكرة كل فتاة سعودية. لن ننسى هذا اليوم الذي أنصفنا فيه والدنا سلمان، ومنحنا الثقة بأننا قادرات ونستطيع أن نسهم في بناء الوطن وتنميته ورفعته وازدهار اقتصاده.
واختتمت حديثها: شكرًا والدي سلمان. سنكون عند حسن ظنك بنا، وسنظل للأبد سعوديات شامخات تحت ظلك، وسنخبر فتياتنا عندما نصبح أمهات بأن هناك ملكًا عظيمًا، يدعى «سلمان»، أنصف المرأة، ووقف إلى جانبها، ووثق بها، وساندها.