د. خيرية السقاف
بمجرد صدور التوجيه السامي باستخراج رخصة القيادة للمرأة أصبح مشروعاً الحديث في الأمر, فهو قرار حاسم, ومرحلي يواكب المتغيرات المتسارعة التي تحدث من حولنا, وتصب في مجريات التطوير, والتحديث, والتعايش المتوازن, والمتوازي بين أفراد المجتمع, ولا غرابة إذ تتبدّل مواقف البشر بتبدُّل الحاجة, وتتغلب المصلحة بنزول الضرورة, ويصبح المنجز العام شاملاً لا محصوراً, دافعاً لا مُعيقاً, مستحضراً الموجبات, مؤيداً الواجبات..
في القرار مبادرة تتماشى مع سيرورة الحياة, إذ كما كتبتُ مسبقاً عند صدور القرار ليلة أمس في 140 حرفاً: إنّ كلَّ أمر طبيعي يأتي وإن تعثَّر, أو تأخر, فهذه سنَّة الناموس الإلهي في كونه, ومقتضى السيرورة في خلْقِه, فما هو سرمدي من الأبد, حتماً لن يتأخر, ويقيِّض الله له المبادرة..
وفي هذا الأمر قيّض الله له أن بادر بإقراره سلمان بن عبد العزيز وهو رجل المبادرات مذ عرفناه, وفي عهده تتواكب معاً الكثير من مقتضيات التغيير, والتطوير, وقد شُملت في رؤية الشاب النابه ولي العهد محمد بن سلمان مذ بين أيدي المجتمع قد بسط رؤيته بمراحلها, وحلقاتها, واتخذ في شأن تنفيذ سيرها الإجراءات المتتابعة, المتفقة حداً بعيداً مع مقتضيات الوقت الذي تمر فيه البلاد بمفاصل مرحلية مهمة, وجادة, وتصويبية, وإضافية, ومزيداً منهما معاً..
ما تبقى في الأمر هو اتزان الأفراد كل الأفراد بنوعيهم, وهو المعادل عند التطبيق في كيفية التعامل مع هذا القرار حين تنفيذه, بما لا يشوِّه الهدف منه, ولا ينقض أبعاده, أو يمس قِوامَه, فهو في مضمونه تجاوز العقبات التي كانت مناط تأخيره, واتخذ إعلانُه بداية حكيمة في التوازن بينهم..
إنّ في تنفيذه ما سيكون من مكاسب عديدة لهذه المبادرة, ويُتوخَّى الوعي الجمعي به, من جميع الأفراد, سلوكهم, وثقتهم, واحترامهم للعلاقة ببعضهم, وتوطيد الشراكة بآدابها بينهم, بدءاً وانتهاءً, ليتحقق التوازن في أكثر مظاهره تحضراً, ورقياً...