سعد الدوسري
في الخامس عشر من شهر سبتمبر الجاري، أسقط المواطنون السعوديون الرهان على الحراك الظلامي التآمري، وقدموا شهادات ولاء مميزة لوطنهم ولقيادتهم، ليقلبوا بذلك السِّحر على كل السَّحرة، في الداخل وفي الخارج، والذين رموا بكل أوراقهم هذه المرة، لكنها ذهبت أدراج الرياح.
في الثالث والعشرين من الشهر نفسه، خرجتْ العائلات، بكل مكوّناتها، بنسائها ورجالها وأطفالها، لتشارك لأول مرة بحراك النور والانتماء، في الملاعب والساحات والأسواق. خرجتْ لتبتهج بالوطن وبيوم الوطن المفصلي والتاريخي، والذي كتب نهاية الذين كانوا يجهضون الفرح والأفراح.
في السادس والعشرين من ذات الشهر، أصدر خادم الحرمين الشريفين أمراً بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، منهياً بذلك جدلاً اجتماعياً هو الأطول في المملكة، إذ كان المزايدون يلوّحون به تهديداً وتخويفاً لسنوات طويلة، على الرغم من انتفاء التحريم الشرعي، حسب بعض أعضاء هيئة كبار العلماء. وهكذا ينتصر الملك لحقوق المرأة، ويقفل ملفاً ساخناً، استغلته بعض الدول، للضغط على المملكة أو ابتزازها. إذاً، يستحق شهر سبتمبر 2017، أن يكون شهراً سعودياً تاريخياً، فلقد تحولتْ فيه المملكة تحولات جذرية طال انتظارها، وكل تحول من هذه التحولات يحمل في رحمه تحولات عنقودية، سينعكس أثرها على مفاصل الطريق نحو تطبيق الرؤية التي يحلم كل مواطن أن تحقق له كل آماله، ابتداءً من السكن وحتى الترفيه.