د. خالد بن عبدالله بن دهيش
أجزم أنّ كل مواطن سعودي يرغب في أن يتحدث عن ما في خلجات قلبه من حب واعتزاز بوطنه الغالي وبقيادته، في يومنا الوطني بصفة خاصة، وفي كل يوم يمر عليه بصفة عامة، نترحم فيه على الملك المؤسِّس لهذا الوطن الملك عبد العزيز - رحمه الله رحمة واسعة - الذي أسس وحدتنا الوطنية التي يجمع المؤرخون والباحثون، سعوديون وغير سعوديين، مسلمون وغير مسلمين، بأنه على مر العصور والأزمان لم يؤسّس قائد وحدة وطنية كما أسسها الملك عبد العزيز بشخصيته وقوّته وإيمانه الصافي بربه العلي القدير ، وحبه الشديد لأبناء وبنات وطنه، واستبساله في الذود عن بلاده والمحافظة على المقدسات الإسلامية ورعايتها ، وتمكين المسلمين في تأدية فريضة الحج والعمرة وزيارة الأماكن المقدسة بأمن وأمان. رحم الله الملك عبد العزيز وأبنائه من بعده، الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله - رحمهم الله جميعاً -، لما قدموه لهذا الوطن. فهم الذي قادوا هذه البلاد نحو الرقي والعلا وحققوا التنمية على كافة المستويات مع المحافظة على القيم الإسلامية وجعلوا من القرآن الكريم وسنّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم دستوراً لهذه البلاد.
مملكتنا ولله الحمد تعيش أبهى ازدهار بقيادة ملكنا حبيب الشعب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك الحزم والعزم والتنمية، وولي عهده القوي الأمين الأمير محمد بن سلمان - وفقه الله -، الذي يقود البلاد بتوجيه ودعم من سلمان الحزم والعزم نحو التنمية الشاملة المستدامة، من خلال استراتيجيات تنموية مدروسة ذات رؤية واضحة للوصول في عام 2030م إلى نقله عظيمة لتحقيق الهدف التنموي الذي أعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - سلمه الله - عند توليه مقاليد الحكم وهو:
«أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة»، حيث وعد - حفظه الله -، بأنّ يعمل مع المخلصين من أبنائه على تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، فالمملكة هي العمق العربي والإسلامي، وتمتلك قوة استثمارية رائدة ، ومحور ربط للقارات الثلاث (الآسيوية والأفريقية والأوروبية).
وقد أوكل ملكنا لولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان العمل على تحقيق هذه الرؤية، لتكون حافز المملكة للمستقبل، وتحقيق طموحات الوطن وتعكس قراراته، فقد وهبنا الله سبحانه وتعالى وطناً مباركاً أثمن من أي شيء في هذا الكون ففيه الحرمان الشريفان أطهر بقاع الأرض وقبلة أكثر من مليار مسلم، وهذا هو عمق المملكة العربي الإسلامي. وهذا العمق أهم ما تحتويه رؤية المملكة، وقد أعلن مهندسها الأمير محمد بن سلمان بأنّ مملكتنا بفضل الله تمتلك قدرات استثمارية ضخمة، ستكون المحرك الأول لاقتصادنا بعد ثروة النفط، وستكون هذه الاستثمارات المورد الإضافي الذي سوف يمكّن المملكة من تقليل الاعتماد على النفط، وهذه القدرة الاستثمارية هي العامل الثاني لنجاح رؤيتنا 2030م.
كما أن موقع المملكة الجغرافي استراتيجي، فهي بوابة للعالم بصفتها رابطاً للقارات الثلاث وتحيط بها المعابر المائية الهامة، وهذا هو العامل الثالث لنجاح رؤيتنا 2030. فالمملكة تنظر لماضيها بإعزاز وتعمل لمستقبلها بطموح، ولذلك جعلت الإنسان أولاً واتخذت التنمية أسلوباً، وخلقت الفرص بشراكات متميزة مع العالم.
لقد مر على مملكتنا 87 عاماً من الرخاء والعمل الجاد والمخلص المنبثق من تطبيقنا للتعاليم الإسلامية والتعايش مع أمتنا العربية والإسلامية والعالم وكافة المجتمعات بالسلم والسلام والأمن والأمان. وجعلت رفاهية أبناؤها أساساً لتنميتها، كما التزمت المملكة بالبعد عن التدخلات في شؤون الدول، والقيام بدعم جيرانها وحمايتهم عند طلبهم للعون والمساعدة لحماية وطنهم وعقيدتهم وسلمهم وتنميتهم.