رقية سليمان الهويريني
صادف هذا الشهر في بدايته ونهايته مناسبتين، دينية ووطنية، فكان حج هذا العام ناجحاً بكل المقاييس، وكان الاحتفال باليوم الوطني استثنائياً بكل المعايير حينما شكلت شرائط الفرح قوس قزح في سماء الوطن الذي ينعم بالأمن والاستقرار. وكان تفاعل القراء مع مقالات هذا الشهر خليطاً عجيباً من الغضب والإشادة والحنق والتشجيع!
- في مقال (باب ما جاء في المناصحة!) ضج بعض القراء على المقال باعتبار المناصحة ركناً أساسياً بالإسلام، حيث أرسل القارئ خالد مدين رسالة يصف الكاتبة بالسخف والتفاهة، ويرى حق أي شخص بالنصح والاحتساب! بينما علق القارئ دوجيه بأنه لا احتساب في الأمور الخلافية فلا تناصح المحجبة بحجة أنك مع فريق تغطية الوجه، ولا تحتسب على الموسيقى بحجة أنك مع فريق التحريم!
- في مقال (سلم الرواتب والتجميد الوظيفي!) يصف القارئ (مواطن) بأن المقترح المطروح سطحي ولا يعالج المشكلة فالشهادة ليست معياراً للكفاءة وقد يكون مَنْ لا يحمل مؤهلاً أكثرَ كفاءة وملاءمة للعمل، ويرى أن الموضوع كبير ومتشعب ولا تنفع معه الآراء السطحية السريعة! والحق يا (مواطن) أني قد أوافقك أن الشهادة ليست معياراً، ولكن تعليقك كله أخطاء إملائية! لذا أرى أن اجتيازك المرحلة الابتدائية كارثة!
- في مقال (المرأة والحزن) يرى دكتور إبراهيم العبيكي أن «أي تشكيك في حديث لا بد أن يُبنى على معرفة علم الحديث، وصحة فهمه ودلالاته، والعلم بمسالك الجمع بين النصوص»، وهذا كلام أكاديمي يا دكتور، مبني على الحفظ دون النقاش، وكنتُ آمل منك إيجاد رابط بين الآيات القرآنية والأحاديث تفسيراً أو توضيحاً، ولو قرأتَ المقال بتمعنٍ لأدركت أنني أطالب الراسخين في العلم بالاستنباط أو الربط ورفع الغموض واللبس! والعلم الشرعي ليس حكراً على أحد طالما كان العلم مبذولاً ومتاحاً، فلا كهنوتية في الإسلام.
- عبّر معظم القراء الكرام عن غضبهم من فتوى أن (المرأة بربع عقل) حيث يقول أبو صالح الرسي «من يفتي بأن المرأة بربع عقل هو ذو عقل متحجر، وربع عقل لامرأة حكيمة أفضل من عقل كامل حجري»!، ويأسف القارئ الذي رمز لاسمه بالمربي المخضرم على انتشار هذه الفتاوى، ويعتقد أنها قد تغري العامة والدهماء بالزواج من أربع نساء ليحصل من مجموعهن على عقل واحد!!
يكتب قراء المنشود مقالهم نهاية الشهر المقبل بحول الله.