رفع معالي الأستاذ عبدالحكيم بن محمد التميمي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- بمناسبة اليوم الوطني السابع والثمانين للمملكة.
وأوضح أن هذه المناسبة تذكرنا بالملحمة الفريدة والبطولات العظيمة التي كان فارسُها القائد الملهم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- عندما أعلن تاريخ الأولِ من الميزانِ الموافق 23 من شهرِ سبتمبر 1932م ميلاداً وتوحيداً لهذهِ البلاد المباركة في كيانٍ واحدٍ، تحت اسم «المملكة العربية السعودية» وجاء هذا الإعلانُ بعد مسيرةٍ قادها بعزيمةٍ وعبقريةٍ حفلت بتضحياتٍ كبرى، فقد كان الملكُ عبدالعزيز -رحمه اللهُ- رجلٌ في أمةٍ وأمةٌ في رجل، ومن أفذاذِ الرجالِ وعمالقةِ التاريخِ العربي.
وأشار إلى أن إعلان قيام الدولة السعودية لقي ترحيباً وارتياحاً إقليمياً ودولياً، وحظيت المملكة باحترامِ وتقديرِ واعترافِ دولِ العالم كافةً في ذلك الوقت، كنتيجة للسياسة الحكيمة والمتوازنة التي انتهجتها، وسرعان ما تبوأت مكانة دولية مرموقة، إذ اكتسبت عضوية الكثير من المنظمات العالمية والإقليمية، وانضمت ووقعت على كثير من الاتفاقيات الدولية والإقليمية، فكانت من أوائل الدول التي وقعت على ميثاق هيئة الأمم المتحدة عام 1945م، فيما وقعت على اتفاقية شيكاغو للطيران المدني الشهيرة في عام 1962م، وأسهمت في تأسيس العديد من المنظمات الدولية والعربية مثل جامعة الدول العربية (1945م).
وأضاف التميمي، لقد قام المؤسس بإرساءِ قواعدِ صناعةِ الطيرانِ المدني في المملكة، ووضع اللبنات الأولى لصرحِ الطيرانِ المدني بعد دخول أول طائرة مدنية من طراز DC-3 داكوتا في 1945م، وأدركَ في وقتٍ مبكرٍ أهميةَ هذه الصناعة كعنصرٍ أساسيٍ وضروريٍ لنهضةِ هذا الوطن، فوظفها بشكلٍ ناجحٍ لخدمةِ شعبهِ ووطنهِ وذلك بمواكبةِ تطوراتها سواء من حيثُ شراء الطائرات وتشكيل أول أسطولٍ للطائراتِ المدنيةِ في المملكة، أو إنشاء المطاراتِ والمدارجِ، أو إصدار الأنظمةِ التي تنظمُ الحركةَ الجويةَ في إقليمِ المملكةِ ومطاراتها دون إغفالٍ للتعليمِ والتدريبِ على أنشطةِ الطيرانِ المدني المختلفة، وواصل أبناؤه الميامين المسيرةَ الحضارية للمملكة على نهجهِ ودربهِ وشهدت المملكة إنجازات تنموية غير مسبوقة في مختلف المجالات والقطاعات، بلغت ذروتها في عهد حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- التي أولت قطاع الطيران المدني اهتماماً كبيراً، وقد تمثل ذلك في كثيرٍ من القراراتِ الحكيمةِ التي تعكسُ حرصَ القيادة الرشيدة على رفعِ كفاءةِ قطاع الطيران المدني في المملكة، لمواكبة التطورات التي تشهدها صناعة الطيران المدني إقليمياً وعالمياً، حيث مكنت تلك القرارات الهيئة العامة للطيران المدني من ممارسة مسؤولياتها واختصاصاتها وتنفيذ خطتها الإستراتيجية، واستهدف برنامج التحول الوطني 2020 تطوير منظومة النقل الجوي في المملكة، لتؤدي دورَها بفاعليةٍ أكبر، والعمل على تطوير البنى التحتية للمطاراتِ ومرافقها، والتوسع في بناءِ وتطويرِ المطارات، وتوسيع مشاركة القطاع الخاص بما يسهمُ في الارتقاءِ بالخدماتِ التي تقدمها مطارات المملكةِ لروادِها من مواطنين ومقيمين وزوار وضيوف، وتوفير المزيد من الفرص المتعلقة بالخدمات اللوجستية مستفيدة من الموقع الإستراتيجي المتميز للمملكة بشكل عام، وللمطارات السعودية على وجه الخصوص، مما سيعزز الاستفادة من حجم التجارة الكبير الذي يمرُ من خلال المعابر والمنافذ الرئيسة في المملكة، وهو الأمر الذي سيمثل مشاركة الهيئة العامة للطيران المدني في بناءِ منصةٍ لوجستيةٍ في المملكةِ تربط بين القاراتِ الثلاث.
ونوه معاليه، إلى الخطوات الجادة التي مضت في تنفيذها الهيئة نحو فصل الجانب التشريعي عن الجانب التشغيلي، والتي توجت بالأمر السامي الكريم رقم (17049) وتاريخ 11-4-1438هـ، وذلك من خلال تعميق دورها كمشرع ومنظم لصناعة النقل الجوي في المملكةِ، ومن ثم الوقوف على مسافةٍ واحدةٍ من كافةِ المشغلين والعاملين في هذا القطاع، وأكد على التطورات الكبيرة التي تشهدها مطارات المملكة تماشياً مع رؤية المملكة 2030م واهتمامها الكبير بمشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد الذي يجري تنفيذ مرحلته الأولى على قدمٍ وساقٍ، بعد أن تم تجهيز بنيته التحتية الضخمة، بالإضافة لتحويل مطار الطائف إلى مطار دولي مما سيخدم الحجاج والمعتمرين، بجانب افتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في وقت سابق، لمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينة المنورة، بطاقةٍ استيعابيةٍ تبلغ (8) ملايين مسافر سنوياً في مرحلتهِ الأولى، مشيراً إلى أن الهيئة تعمل على تطوير وتحديث بقية المطارات الأخرى حتى تاريخ 2020م، كمشروع تطوير مطار عرعر، ومشروع تطوير مطار أبها المحوري، علاوة على عدد من المشروعات الأخرى التي تنفذ بالمشاركة مع القطاع الخاص، حيث تمت ترسية مشروعات تطويرية جذرية لعدد من المطارات بأسلوب (BTO البناء وتحويل الملكية والتشغيل) يأتي في مقدمتها مطار الطائف الدولي الجديد، ومطار الأمير نايف بالقصيم، ومطار الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز بينبع، ومطار حائل الدولي، بالإضافة لقيام الهيئة بتحرير سوق النقل الجوي في المملكة، وفتح المجال لمزيد من شركات الطيران للعمل في مجال النقل الداخلي والدولي وإيجاد بيئةٍ تنافسيةٍ أكثرُ اتساعاً في قطاع النقل الجوي بالمملكة، لمواكبة الطلب المتزايد على الحركة الجوية، حيث قامت الهيئة في الآونة الأخيرة بتدشين الانطلاقة الأولى لطيران أديل للعمل جنباً إلى جنبِ مع الناقلاتِ الجويةِ الوطنيةِ العاملة بأسلوب الطيران الاقتصادي مما يزيد من التنافس في تقديم الخدمات المتعلقة بسوق النقل الجوي والسفر في المملكة، ويسهم في رفع مستوى خدمات النقل الجوي، وتحقيق التوازن المطلوب بين العرض والطلب في سوق النقل الجوي بالمملكة.