قال الأمين العام لمجلس الضمان الصحي التعاوني الأستاذ محمد بن سليمان الحسين: «إن مرور سبعة وثمانين عاماً على توحيد المملكة العربية السعودية، على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ذكرى هامة وحدث تاريخي جليل له تأثير على حاضر الدولة ومستقبلها بما يحمل من إلهام للأجيال الصاعدة، يستنهض هممها ويهديها تجربة حافلة بالعطاء وضعت المملكة في مرتبة متقدمة بين الأمم» مشيراً إلى أن اليوم الوطني أضحى رمزاً لملحمة تاريخية مستمرة ومتجددة وقودها العزيمة والمثابرة وعنوانها قيادة حكيمة وإيمان راسخ وعمل دؤوب من أجل رفعة الوطن وأبنائه.
ودعا الحسين للاعتبار بالعظات التي تظهر بارجاع البصر كرات في التاريخ القريب حين كانت جزيرة العرب تفتقد الأمن والسلم الاجتماعيين وتشتد الفوضى بين مكوناتها المتناحرة تعيث في الأرض فساداً وفوضى حتى تمكّن الملك المؤسس من تأليف قلوب أهلها وجمع شمل قبائلها وأصدر في العام 1351هـ مرسوماً ملكياً وحّد كل أجزاء الدولة تحت اسم «المملكة العربية السعودية» وحمل الملك عبدالعزيز لقب «ملك المملكة العربية السعودية»، واختار جلالته يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان توحيد المملكة العربية السعودية الذي يوافق اليوم الوطني للمملكة، ليرسي بذلك القواعد الأولى لبناء وطني شامخ تسامى عبر العقود.
واستطرد الحسين مذكراً بأن مسيرة بناء الدولة الحديثة التي بدأها الملك عبدالعزيز قائمة على العمل المؤسسي واصل أبناؤه البررة من بعده في طريق استكمال بنيانها ونهضتها الحضارية وصولاً لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حيث تم إقرار الرؤية السعودية 2030 التي تتمثل الحاضر وترسم خطوط المستقبل باعتمادها على (3) محاور وهي (المجتمع الحيوي، والاقتصاد المزدهر والوطن الطموح)، وقد شملت الرؤية السعودية خططاً واسعة من بينها برامج اقتصادية واجتماعية وتنموية تستهدف تجهيز المملكة لمرحلة ما بعد النفط، مبيناً أن هذه الرؤية ستخلق خططاً متكاملة للتنمية الشاملة وهو أمر يدعو للفخر والاعتزاز ويدل على نظرة ثاقبة بعيدة المدى ونقطة تحول تاريخية في مسار الدولة.
وأثنى الحسين على دعم الحكومة لمشاريع النهضة الوطنية والتحول الاقتصادي التي حققت وثبات كبيرة إلى الأمام، لافتاً إلى أن تأسيس مجلس الضمان الصحي التعاوني الذي يسعى إلى توفير التأمين الصحي لجميع العاملين بالقطاع الخاص وأفراد أسرهم، جاء في هذا السياق، وقد حقق بالفعل إنجازات اقتصادية وصحية جمّة في تمويل الرعاية الصحية وتحسين الكفاءة حيث برز قطاع التأمين الصحي كأحد أهم بدائل تمويل الخدمات الصحية في المملكة في ظل المتغيرات الاقتصادية التي تواجهها، الأمر الذي خفف بعض العبء عن المرافق الحكومية وأوسع المجال للقطاع الصحي الخاص في تقديم خدمات الرعاية الصحية وخلق فرص عمل وطنية حتى أصبح سوق التأمين الصحي أحد أهم روافد الاقتصاد الوطني، مؤكداً عقدهم العزم في أمانة المجلس على القيام بالدور المناط بهم وتنفيذ المهام الملقاة على عاتقهم فيما يتصل بإدارة صناعة سوق التأمين الصحي بما يوافق ما رسمه لها ولاة الأمر، بالعمل على تعزيز الأداء وصولاً لتلك التطلعات بتطوير أدوات عمل الأمانة للقيام بدورها الإشرافي على كافة أطراف العلاقة التأمينية المتمثلة في شركات التأمين الصحي ومقدمي خدمات الرعاية الصحية وشركات إدارة المطالبات وأصحاب العمل كممثلين عن المؤمن عليهم لا سيما أن قطاع التأمين الصحي ما زال يجاري التطورات المتصاعدة في القطاعات الأخرى بالمملكة من خلال النمو المطرد والطلب المتزايد على منتجاته حتى بلغ عدد السعوديين المؤمن لهم حوالي (996.052) من إجمالي المؤمن لهم البالغ (12.103.134)، يتم توفير الخدمات الصحية لهم ولأفراد أسرهم من خلال شبكة طبية متكاملة تتكون من (4467) مقدمي خدمات صحية معتمدين من المجلس و(27) شركة تأمين صحي مؤهلة و(9) شركات إدارة مطالبات التأمين الصحي..
وخلصُ الحسين إلى القول بأن المجتمع السعودي كيان كبير تميز باللحمة الوطنية والولاء للقيادة والحب المتبادل ما يدفعنا إلى استشعار المسؤولية تجاه أداء واجبنا كمواطنين أمام التحديات والمسؤوليات التي تواجه وطننا الغالي بما يحقق بإذن الله الأمن والاستقرار والمحافظة على المكتسبات التي تم تحقيقها على أرض الواقع.