اليوم الوطني تاج على رأس كل مواطن وفرحة كبرى ذات جذور متعمقة في أرض هذا الوطن الحبيب وإنني بهذه المناسبة الكبيرة العزيزة علينا جميعًا أحس بالسعادة تغمرني وأنا أكتب عن مكنون ضميري حول هذه المناسبة الغالية ولكنني لن استرسل بالكتابة ولكن يسرني أن أعبر عن أصدق التهاني إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع - حفظهم الله - وإلى جميع أفراد الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل راجيًا الله عزّ وجلّ أن يعيد هذا اليوم دائمًا على وطننا الغالي ورايته عالية خفاقة بإذن الله.
إنني كأحد أبناء هذا الوطن الغالي أشعر بالسعادة تملأ جوانحي مثل ما تملأ في بهجتها جميع القلوب بفخر واعتزاز بذلك اليوم الخالد الذي كان صبحًا مشرقًا ما يزال ينير الطريق بمزيد من التطور والرقي نحو مستقبل زاهر.. اليوم الوطني الذي نحتفل به اليوم هو ذكرى خالدة في الأذهان فهو يوم خالد في التاريخ شاءت قدرة المولى عزّ وجلّ أن يكون يوم مجد لهذا الوطن وأبنائه ففيه تم تتويج وحدة الوطن برفع راية التوحيد التي جمعت الكلمة ووحدت الشمل وتم إرساء قواعد البناء الشامخ الذي أخذ يرتفع بسرعة سبقت الزمن ليعانق قمم المجد ويرتدي الحلل وذلك بعد أن قيض الله لهذا الوطن ابنًا بارًا ومجاهدًا مخلصًا في سبيل ربه ثم في سبيل وطنه ليمضي ولا يستكين وإرادة لا تنفذ واضعًا نصب عينه أملاً كبيرًا ببزوغ فجر يوم التوحيد ليرى فيه وطنه بعد أن اجتمع أبناؤه تحت راية واحدة وعلى كلمة واحدة فاستطاع الملك عبدالعزيز بفضل الله وعونه ثم بفضل ما يملكه من مميزات سياسية فذة أن يحقق الحلم وأن يؤسس دولة عظيمة وضعت نفسها بين الدول المتقدمة في العالم برأي نافذ وكلمة مسموعة وموقف محترم بين الأمم.
لو قارنا بين الماضي الذي عاشته المملكة قبل التوحيد لتملكنا الذهول ونحن نقارن بين تلك الحقبة السالفة وبين ما نحن فيه الآن من نعمة وأمن وتطور في جميع المرافق وعيش هادئ وراحة بال وأمور ميسرة وغير ذلك من وسائل الراحة والمميزات الكبيرة والكثيرة التي يحظى بها المواطن السعودي في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يعد ثمرة مباركة من ثمار جهاد الملك عبد العزيز وكفاحه المشرف في سبيل بناء وطن، وهذه النعم بفضل الله تجعل لذكرى اليوم الوطني المجيد صدى واسعًا واثرًا عميقًا في نفوسنا فهي مناسبة تنقلنا إلى عالم فسيح من التأمل لنرى ماذا كنا عليه في السابق وماذا نحن فيه الآن لنعرف البون الشاسع والفارق الكبير بين الفترتين وأن نقدر النعمة الكبيرة التي وهبها الله لنا.. وشاء جلت قدرته أن ينهض بهذا الوطن وينعم بهذا المواطن عبر فيض السخاء من يد البطل الملك عبدالعزيز التي سلمت الأمانة بعد أن أصلحت الأرض وغرست الزرع إلى الأبناء البررة الأوفياء الذين واصلوا المسيرة ورعوا النبتة المباركة حتى نمت وترعرت وأتت أكلها ثمرة طيبة مباركة وهم في ذلك يمشون في خطوات حثيثة وواثقة نحو دروب المجد والتوافق حتى استطاعوا أن يتبوأوا بوطنهم القمم.. إن ما تنعم به بلادنا في هذا العهد الزاهر من أمن وأمان ورخاء وتطور كبير وشامل لكافة المجالات وعلى أعلى المستويات وفق تعاليم شريعتنا السمحة وفي ظل العدالة التامة والرعاية الأبوية الحانية من لدن والدنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وحكومتنا الرشيدة لأكبر دليل على صلابة القاعدة وسلامة المنهج وعمق التلاحم بين القيادة الحكيمة والشعب الوفي وعبر هذه الكلمة ووسط مشاعر الفرحة.. بهذه المناسبة السعيدة أقف بكل فخر واعتزاز أمام شموخ الوطن معبرًا كمواطن عن حب كبير لترابه الغالي ومجددًا الولاء الصادق لقيادته الرشيدة ومقدرًا حسن الوفاء والتآلف لدى شعبه.. داعيًا الله أن يحفظ لبلادنا أمنها واستقرارها ورخاءها وأن يحفظ لنا قيادتنا الرشيدة وأن يكلل جهودها بالنصر والتوفيق والسؤدد.
** **
عبدالله بن محمد الربيعة - محافظ القويعية سابقاً