سمر المقرن
أعجبتني فكرة الأمم المتحدة التي وضعتها هذا العام لليوم الدولي للمسنين، الذي يوافق غداً الأحد، حيث يأتي تحت عنوان: «الخطى نحو المستقبل من خلال اكتشاف مواهب المسنين ومساهماتهم واكتشافهم في المجتمع» .. أعجبتني النظرة المستقبلية لهذه الأنشطة مع المسنين، ومدى قدرتها على منح كبار السن النظرة التفاؤلية للحياة وأن ما زال في العمر بقية لاكتشاف مواهبهم وقدراتهم التي تثري المجتمع، وتعود عليهم بحالة نفسية سوية تجعلهم ينظرون إلى الحياة نظرة بعيدة عن العمر والأرقام.
وفي نفس الوارد، لا بد من الإشارة إلى الوثيقة المتعلقة بكبار السن التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1991م، والتي وضعت ضمن بنودها مبدأ المشاركة وكذلك تحقيق الذات، وهذه الأهداف تحتاج إلى كثير من الإجراءات لتحقيقها، من أهمها: تغيير الصورة النمطية عن كبار السن أو النظر إليهم بدونية وكأنهم عبء على الحياة وأنهم لا بد من أن يبقوا على صفوف انتظار الموت، وهذا ما يجعل كبار السن في كثير من الأوساط يصلوا إلى حالة متقدمة من الاكتئاب وتتحامل عليهم الأمراض بسبب عدم وجود مقاومة داخلية تنظر إلى الحياة بإيجابية، ولا ننسى أن من هذه الفئة من يكون مثقلاً ومنهكاً بوجع الأيام وتراكمات الألم، خصوصاً الفئة التي لديها ظروف خاصة ممن ليس لهم أبناء أو أقارب أو ممن تخلّى عنهم أبناؤهم إما بإيداعهم في دور المسنين، أو إيداعهم في المستشفيات، وقد تكون الحالة الصحية من الممكن مراعاتها في المنزل داخل الأسرة!
أضف إلى ذلك انتشار بعض الألفاظ غير المحمودة في المجتمع والتي يعتقد -بعضهم - أنها نوع من خفة الدم كأن ينادي الأب بـ»الشايب» والأم بـ»العجوز»، وفي هذه الألفاظ تعزيز سلبي لانقضاء العمر حتى وإن جاءت بحسن نية ودون أن يشعر من يستخدم هذه الألفاظ!
فكرة النظرة المستقبلية التي جاءت في عنوان أنشطة هذا العام ليوم المسنين في الأمم المتحدة، رائعة وتستحق أن تُعمم، وينبغي التأكيد على أنّ مركز الملك سلمان الاجتماعي الذي تم افتتاحه بالرياض قبل أكثر من عشرين عاماً، هو من المراكز الرائدة التي يتجمّع فيها الأمهات والآباء في قسميه النسائي والرجالي، ودعمهم للمشاركة في الأنشطة المتنوعة، وهو في حقيقته واحة غنّاء لهذه الفئة تحديداً، وهذه التجربة الثرية بحاجة إلى أن تتوسع لتصبح علامة فارقة في معظم مدن المملكة، وملاذاً آمناً للترفيه والتوعية وبقية الأنشطة الأخرى.. وكل عام وكبار السن هم بركة حياتنا.