«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
ما زالت تداعيات (الأمر السامي) بالسماح للمرأة بقيادة المركبات تشغل الوطن كل الوطن، ومواطنيه والمقيمين فيه وحتى مواطني الدول الخليجية المختلفة. بل حتى الدول العربية والأجنبية نظرا لأن بعضهم يعمل في المملكة وجميعنا يعلم أنه يوجد عشرات الملايين من الأجانب ومن مختلف الجنسيات بعضهم عمله لا يتيح له الخروج منه للقيام بتوفير مستلزمات واحتياجات منزله الطارئة، وما أكثرها فتضطر الزوجة لطلب المساعدة من الجيران. فمن هنا الجميع فرح واستبشر المواطن والمقيم وعلى الأخص العناصر النسائية وما زال الحديث عن «الفرحة الكبيرة» بهذا الأمر السامي مستمرة وتتواصل وتشغل السعوديين وغيرهم وبكافة فئاتهم صباح مساء. فالحديث لا ينقطع بين الجميع عن ما سوف تحققه (سياقة المرأة) للسيارة. للوطن من مكتسبات اقتصادية كبيرة فهي سوف توفر للوطن مئات الآلاف من الوظائف التي يحتلها (السائقون الأجانب) وفي مختلف المناطق والمحافظات بل وصلوا إلى المراكز والهجر. ويبقى المواطن البسيط وروحه المرحة التي لا تفارقه حتى في المواقف الصعبة والشدائد ولكن هذه الروح تتضاعف وتزداد سعادة وبهجة عندما يتلقى خبرا مفرحا يحمل بين طياته العديد من الفوائد التي سوف تعود عليه وعلى المجتمع بكل خير. وإذا كانت الفرحة بهذا الأمر السامي قد أثارت السعادة والبهجة في المجتمع الخليجي، فراح يحتفل بطريقته الخاصة والتي عبر عنها من خلال «الآلاف من التغريدات» التي تبارك وتهنئ لا المرأة السعودية فحسب وإنما باركت أولا وثمنت لقيادة الوطن مبادرتها التاريخية العظيمة. وبعثت عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وبالكلمة والصورة رسائل نصية. وتهاني قلبية ومقاطع فيديو ثرية بالتعبيرات والعبارات التي تضمنت كلمات من القلوب. لذلك لم يشمل الأمر السامي المرأة السعودية فقط وإنما المرأة المقيمة والزائرة للمملكة وهذا شيء بديهي ونتيجة طبيعية وحتمية لهذا الأمر السامي المتميز والعظيم .فهذه سيدة عراقية تتحدث للمرأة المواطنة مباركة ومهنئة وحتى ناصحة في كيفية السياقة السليمة.. لذلك نجد العشرات من شقيقاتنا الكويتيات اللواتي رحن ومنذ لحظة صدور القرار الحكيم وهم يهنئون ويباركون بل يعبرن عن تفاؤلهن وسعادتهن واغتباطهن فالقرار يتيح لهم القيادة داخل المملكة وبالتالي يستطعن المرور عبر أراضيها إلى الدول المجاورة بسياراتهن ومع أسرهن، فكثيرات منهن كن يتركن سياراتهن في منفذ الخفجي، ليستأجرسيارات الأجرة أو الحافلات الخاصة. وتنقل المواطنات الكويتيات وحتى العراقيات والأردنيات، وغيرهن من الدول العربية الأخرى سوف يساهم في دفع العملية الاقتصادية داخل مدن المملكة، فهناك الملايين من النساء الخليجيات والعربيات يملكن سياراتهن الخاصة ومنذ عقود. ولقد عبرت الكاتبة المعروفة «دلع المفتي» في تغريدة عبر حسابها بموقع «تويتر» الذي حولته لما يشبه المنصة الإلكترونية للاحتفال بالقرار السعودي «يووووو هوووووووو مبروووووووك أقسم بالله فرحتي تكاد أن تفوق فرحتكم». وأضافت في تغريدة أخرى «أهلنا في #السعودية..شوي شوي علينا، قلوبنا لا تتحمل كل هذا الفرح.. عساكم بهذا البهجة دوما» ورد أحد المغردين الكويتيين على معارضي القرار بالقول «في السابق في الكويت كنا نستنكر قيادة المرأة وبعد مرور السنين يندر أن لا تجد منزلاً لا توجد به امرأة تقود السيارة». وقال آخر «الكويت. هذا من جهة ومن جهة أخرى قامت بعض الأسر في الشرقية والأحساء بالاحتفال داخل منازلهن بهذا القرار التاريخي. كل على حسب إمكاناته. فهناك من أقام حفل عشاء في مزرعته. وهناك من تناول مع أفراد الأسرة الحلويات والفطائر والمعجنات وحتى الايسكريم.