سعد الدوسري
تزامناً مع صدور الأمر السامي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، صدر أمرٌ سامٍ بتكليف وزارة الداخلية باعتماد مشروع نظام لمكافحة التحرش، بحيث يجرِّمه ويحدد العقوبات اللازمة التي تمنعه بشكل قاطع، وتردع كلَّ من تسوِّل له نفسه الإقدام عليه.
وهكذا، تضع المملكة اللَّبنة الأهم في فرض احترام حقوق المرأة، على كل من لا يحترم نفسه، سواءً في الشارع أو داخل المؤسسات الحكومية أو الأهلية أو عبر وسائل الإعلام الجديد، إنْ كان قولاً أو فعلاً. وبدون هذا النظام، الذي انتظرناه طويلاً، لم تكن الكثير من الخطوات الإصلاحية المتسارعة لصالح المرأة، لتكون. وهذا يدل على أنّ ما نعيشه اليوم من نقلات اجتماعية تطويرية، جاءت متناغمة مع استعداد الشارع للتطور، وفتحه صفحةً جديدة من التمييز بين ما ينفع وبين ما يذهب جفاءً.
لقد قفزتْ الثقافة الاجتماعية، في السنوات الماضية، قفزات نسبية، وبدأت تتقبّل ما لم تكن تتقبله من قبل، وصار الناس تواقين للانفتاح وللانعتاق من السيطرة الفوقية الاستبدادية. ولعل للإعلام الجديد ولمواقع التواصل الاجتماعي وللنَفَس الشبابي الجديد في الحكم، دوراً مهماً في دفع هذه الثقافة للأمام، بكل جرأة ودون خوف من أولئك الاستبداديين. وتتبقى هناك بعض السلبيات في الثقافة التي ظلت تنظر لنفسها على أنها هي صاحبة السلطة الذكورية الاجتماعية، مفرزةً أشكالاً مختلفة من التحرش ضد المرأة والطفل، وهذه لن يقضي عليها سوى النظام الجديد.