يوسف المحيميد
في تلك الليلة العظيمة، التي شهدها المجتمع السعودي، وسجّلها التاريخ، خرج المجتمع كله في شوارع تويتر وهاشتاقاته، ولسان حاله يقول: هنا مملكتنا الجديدة، خرج مشيدًا بالأمر السامي الكريم، ومرحِّبًا به، بعدما حسم جدلاً طويلاً عمره ثلاثون عامًا، ومنح المرأة كما الرجل حق أن تقود سيارتها بنفسها، بما يشير إلى أن المرحلة القادمة من تاريخ الوطن تشير إلى أنه سيستفيد من المرأة المواطنة في مسيرة التنمية بشكل أكثر أصالةً وعمقًا، خاصة بما تثبته السعوديات، يوماً بعد يوم، من نجاحات كبيرة في المجالات العلمية والإدارية، وما يحظى به حضورهن في المحافل الدولية من مكانة عالية ومرموقة.
لقد انتصر سلمان الحزم، صاحب القرارات الجريئة، في مختلف المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واتخذ قرارات مهمة للغاية في زمن صعب. ففي الأمر الأخير أنهى ملفًا كبر على مدار سنوات، واتخذته الصحافة الغربية وجبة شهية للإساءة لهذا الوطن العظيم، واستطاع بهذا الأمر حل مشكلة عالقة عانت منها المرأة السعودية عقودًا، وعجزت عن تلبية حاجاتها، وتحقيق مصالحها. إن ذلك الأمر سينعكس على الشأن الاجتماعي والاقتصادي، فكثير من الأسر ستتخلص من السائقين الأجانب، وستصبح غرفة السائق في منازلنا من الماضي، وقد تصبح القيادة أكثر انضباطاً بخروج أعداد من سائقين أجانب لا يعرفون أبجديات القيادة، خاصة بعد سن قوانين مرورية صارمة، عواقبها غرامات مالية عالية، وسحب رخصة القيادة، والتوقيف وغيره.