يخلد التاريخ دائماً كل الأعمال السامية التي تشكل نقطة تحول في حياة البشرية، وحين سجل التاريخ مولد وطن عظيم بتوحيد المملكة العربية السعودية على يد مؤسس هذه البلاد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- كانت النقطة الحقيقية للتحول في ظل ما شهدته وتشهده من نهضة وازدهار من عهد المؤسس حتى عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عبدالعزيز، وإسهامهم في جعل هذه البلاد عمقاً استراتيجياً للعالم العربي والإسلامي، ورقماً يصعب على العالم تجاوزه، بل ويشكل مثالاً حقيقياً للاستقرار السياسي والنماء الاقتصادي، والرقي العلمي والاجتماعي.
في الذكرى الـ87 وباسم أكثر من 70 من منسوبي جامعة جازان أتقدم بخالص التهنئة لقيادتنا وشعبنا بذكرى يوم الوطن المجيد الذي نستذكر من خلاله المنجزات الخالدة ونقلب صفحاته المشرقة ونحن ننعم بمسيرة تنموية حديثة وشاملة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -يحفظه الله- الذي حمل الأمانة وأتم المسيرة فكان القائد الذي يحمل في قلبه هموم وتطلعات شعبه ونصرة أمته.
ولعلنا في هذه الذكرى الغالية نستشعر جميعاً ما علينا من حقوق وواجبات تجاه وطننا من خلال السعي لتطوير المنظومة التعليمية والتربوية بجميع مكوناتها، بما يحقق تطلعات ورؤية ولاة أمرنا لإخراج جيل يتمتع بالشخصية المستقلة، ويمتلك المعارف والمهارات والسلوكيات الحميدة والإيمان بقيمة الوطن ككيان.
لا شك أن يومنا الوطني يعد أفضل لحظة يمكن من خلالها أن يتذكر أبناء هذا الوطن مسيرة التطور والنماء، ومعايشة الإنجازات فمنذ تأسيس المملكة حتى وقتنا الحاضر وحكومتنا الرشيدة آخذة بكل أسباب النجاح والرقي والازدهار، وأولت عناية خاصة بالإنسان وإعداده والارتقاء بقدراته وإمكاناته، وتوجيهه نحو الإبداع والإنجاز في كافة المجالات.
إن ما تحقق لهذه البلاد على يد خادم الحرمين الشريفين وللأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بأسره من أمن واستقرار بالحرب على الإرهاب ودحر للأعداء، يُحق لجميع أبناء المملكة العربية السعودية وبناتها، أن يفخروا به، ويجددوا الولاء والطاعة لقيادتنا الرشيدة، متمنين لهذا الوطن مزيداً من العزة والسؤدد.
ولعلنا في هذا اليوم الغالي على قلوبنا أن نبادل أهل الوفاء بالوفاء فمهما تحدثنا عن جنودنا البواسل نجد أنفسنا مقصرين تجاههم ولا نملك لهم سوى الدعاء بالنصر والثبات، ونسأل الله تعالى أن يجزيهم خير الجزاء على تضحياتهم من أجلنا ومن أجل هذا الوطن العظيم، فلهم منا خالص الشكر والتقدير سائلين الله أن يرحم موتاهم وأن يعجل بشفاء مرضاهم، وأن يعيدهم لنا سالمين غانمين.
أخيراً نسأل الله لهذا الوطن الغالي مزيداً من التطور والنماء في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله- وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء.
** **
أ.د. مرعي بن حسين القحطاني - مدير جامعة جازان