ناصر الصِرامي
كشف عضو مجلس الشورى أن المجلس أنهى المسودة النهائية الخاصة بقانون جديد للتحرش الجنسي في المملكة، متوقعًا أن يتم التصويت عليه من قبل مجلس الشورى خلال شهر» طبعًا قبل أن تحتار دعني أخبركم أن هذا التصريح نشر قبل نحو 700 يوم!، ليس ذلك وحسب، بل أضف إلى 700 يوم، أن هذه مقدمة مقال كتبته في بداية عام 2014، أي قبل ثلاث سنوات، يعني قبل أكثر من خمس سنوات.. سنوات ناقشوا عطل وتردد المجلس الموقر!
لكن دعك من ذلك الآن، ركز على جمال وإبهار وعزم عصر الملك التاريخي سلمان بن عبدالعزيز، الذي يقود السعودية الحديثة لما تستحق، وولي عهده القوي الأمين محمد بن سلمان، قيادة مختلفة لجيل ومرحلة مختلفة تمامًا، قيادة قد تمهلنا ولا تهملنا في التغير والتطوير والتحديث، وأخذنا للمستقبل بلا تردد، وبالسرعة التي تليق بعصرنا.
هل أحدثكم عن القرار التاريخي للسماح للمواطنة السعودية بمساواتها بأخيها المواطن، في كل الفرص وحرية التنقل والحياة الطبيعية مثل أي امرأة في العالم. قرار للتاريخ وللإنسان وأكثر.. قرار لم تبق وسيلة إعلامية في الكون إلا ورحبت وباركت وأشادت به وبهذا التحول. إنه بالنسبة لنا تحول يتجاوز التقليد إلى أحداث تحول نوعي، زلزال اجتماعي - ثقافي يغير المثير والكثير من التصلف والجمود إلى حراك حقيقي.. بالضبط كما تفعل القرارات المفصلية.
لكن تلك أصبحت قصة معروفة للعالم ودونها التاريخ، ولا تحتاج مزيدًا. فالإعدادات تجرى على الشكل الأتم للتنفيذ والتفعيل.
واصل ملكنا إصدار القرارات التي تخدم المجتمع وتضبط السلوكيات العامة، وتدعم اتجاهات رؤيتنا المستقبلية لوطن يستحق الأفضل دائمًا، كان آخرها التوجيه الملكي الفوري بوضع نص قانوني ضد التحرش لحفظ الأعراض والأخلاق العامة بصرامة القانون.
لكن أمام هذه الجميل والكثير والأمل والقادم الأجمل، أمام هذه الديناميكية والحيوية، وفتح النوافذ التي طال إغلاقها، يظهر أداء مجلس الشورى أقل من الأمل، وأقل من مستوى الرؤية، وأقل من طموح القيادة، وأقل من وعي المجتمع وتطلعات أجياله الجديدة.
مجلسنا المخصص بالنصح والشورى والتطوير والتحديث للأنظمة - حتى في حده الأدنى كمجلس استشاري- لم يرتق للتطلعات والمرحلة.
نعرف ونتذكر جيدًا - ولمن خانته الذاكرة عليه الرجوع إلى محرك البحث العظيم قوقل - أخبار ومقالات وحملات وطنية تدعو إلى سن قانون مشدد ضد التحرش في مجتمعنا، لكن المجلس ظل عصيًا على التغيير أو ناهيك عن الحث عليه، حتى موضوع قيادة السعودية لسيارتها استمر المجلس في النفى واستبعاد هذا البند من جدول أعماله.
لم يسمع مجلس الشورى لنا، لم يهتم بالإعلام وأصوات المنطق، ظل محافظًا على تقليدية متأخرة عن المجتمع وعن صانع القرار والقيادة، لم يهتم للجدل الصاخب بيننا كسعوديين حول قضايا القيادة والتحرش وحتى الترفيه والعمل والمناهج..الخ..!
المجلس الاستشاري يقول دائمًا أنه ينجز الكثير من الدراسات والتوصيات التي تحال له من الدولة، لكنه أيضًا لا يبادر ويتأخر في التداخل مع القضايا اليومية والاجتماعية التي تهم الناس، بل قد يمارس التعطيل عبر تردده غير المبرر - أحيانًا- لطرح موضوعاتنا للنقاش ووضع الحلول لا التأجيل!
لكن ذلك كله أصبح قصة قديمة، بفضل العزم والصرامة والحزم وسرعة اتخاذ الإقرار في قمة الهرم الإداري، من ملك يرسم مجد أمة للمستقبل، وولي عهد يعمل متواصلاً للإنجاز وتحقيق الأمنيات... في عصر وتاريخ سعودي مميز..