جاسر عبدالعزيز الجاسر
انشغل العراقيون ودول الجوار العراقي وبالذات إيران وتركيا باستفتاء أكراد شمال العراق بل تعد الأمر إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والدول الخمس الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، وتركوا الأسباب التي دفعت الأكراد إلى إجراء الاستفتاء والجهر بطلب الانفصال من العراق.
العراقيون ركزوا على وحدة الأراضي العراقية، ولم يتطرقوا إلى الدوافع والأسباب التي جعلت أكثر من تسعين بالمئة من الأكراد يطالبون بالانفصال من العراق، سوى القوى الوطنية للمكون السني العربي الذي يعاني من تهميش وسلب حقوق المنتمين إليه أكثر من تعرض الأكراد، إلا أن الدعم الذي حصل عليه الأكراد من القوى الدولية وبالذات الولايات المتحدة جعلهم قادرين على مواجهة العرب الشيعة ولا نقول العراقيين لأن من يحكم العراق وبدون أي «رتوش» وتجميلات هم الأحزاب الشيعية المرتبطة بنظام ملالي إيران، صحيح أن رئيس الوزراء الجديد الدكتور حيدر العبادي يحاول أن يبتعد عن طهران، إلا أن الأحزاب الشيعية المشاركة في الحكومة بما فيه حزب الدعوة الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة لا يوافق على أي قرار أو إجراء إلا بعد استشارة طهران.
والعلاقة السيئة التي وصلت إليها بغداد وأربيل يقول الأكراد إن المسؤول عنها هو رئيس الحكومة العراقية المركزية السابق نوري المالكي الذي دمر التحالف والعلاقة المتميزة بين الشيعة والأكراد والتي أمكنتهما من صياغة الدستور العراقي الذي راعى طموحات ورغبات الأكراد والشيعة سويا وانتقص الكثير من حقوق العرب السنة الذين لم يحصلوا على الكثير من حقوقهم المشروعة ومناطقهم أكثر المناطق العراقي حرمانا، وسياستهم الأكثر اضطهادا ومع هذا لم يحذوا حذو الأكراد ويطلبوا الانفصال وإن كان الكثير من العراقيين توقعوا أن يسبقوا الأكراد، إلا أن «مسرحية» داعش التي جعلت المناطق العربية السنية في غرب وشمال العراق مسرحاً لحرب مكنت المليشيات الشيعية المرتبطة بملالي إيران من وضع قدم لهم في المحافظات السنية من خلال تنظيم طائفي مرتبط بدولة خارج العراق إذ أصبح الحشد الشعبي هو الذي يتحكم بمصير أهالي المحافظات السنية وهو ما يعد استبدال تنظيم إرهابي (داعش) بتنظيم إرهابي طائفي (الحشد الشعبي) وهو ما يؤسس لحالة رفض شعبي للسنة العرب لابد وأن يقود إلى مطالبات بانفصال قادم يتبع انفصال الأكراد الذي تعزز بسلوك وأفعال الحكومات والأحزاب الطائفية المرتبطة بإيران.