د. خالد بن عبدالله بن دهيش
الإنسان هو عصب التنمية وروحها، والإنسان هو الرجل والمرأة. ورؤية المملكة 2030 جعلت هذا الإنسان محورها وهدفها.
والمرأة هي عنصر رئيس في اهتمامات رؤية المملكة 2030 لمشاركتها في تنمية الوطن، والإسهام في مسيرة الإصلاح والتطوير دون أن يتنافى ذلك مع التزامها الشرعي والأخلاقي.
لذلك أصدرت القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مؤخرًا قرارًا تاريخيًّا، يسمح للمرأة بقيادة المركبة لمساعدتها لتتبوأ المكانة اللائقة بها مع الرجل في المشاركة في عجلة التنمية وفقًا لما خطط له مهندس الرؤية سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان من خلال تضمين أهداف الرؤية 2030 هدف رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، مع الاستمرار في تنمية مواهبها واستثمار طاقتها، وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة للإسهام في تنمية نفسها وأسرتها والمجتمع والاقتصاد الوطني.
فالسماح للمرأة بقيادة المركبة قرار حكيم وصائب وإيجابي، وجاء في الوقت المناسب، وهو لا يتعارض مع الثوابت الدينية الوسيطة التي قامت عليها مملكتنا؛ كونه مبنيًّا على أسس شرعية، الأصل فيها الإباحة، كما ورد في قرار هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.
لقد حققت حكوماتنا في عهد سلمان الحزم والعزم الحلم الذي راود نساء المملكة، خاصة جيل هذا الوقت الذي نهل من العلم والمعرفة والتمكين. وأيضًا بهذا القرار الحكيم قطعت حكومتنا الرشيدة على الحاقدين على هذه البلاد دون وعي وإدراك منهم عن أسباب عدم تمكن المرأة من قيادة المركبة في الفترة السابقة.
ونحن في هذه البلاد نعلم أن للمملكة وضعًا خاصًّا وطبيعة تختلف عن الكثير من الدول المماثلة؛ فعندما تصدر قراراتها تصدر بعد دراسة وتمعن وتعقل؛ لأن تغير بعض العادات والمفاهيم المتوارثة يحتاج لحكمة حكيم متمرس، وقيادة متمكنة من تحقيق إقناع الفئة التي ترى عدم مناسبة هذا التغير لأسباب نحترمها كونها نابعة من خوفها على المرأة لا أقل ولا أكثر، متناسين أن المرأة هي الأم والأخت والزوجة والبنت للرجل، والجميع هم أبناء لهذه المملكة، فالرجل بدون شك يهمه في المقام الأول المحافظة على شقيقته المرأة؛ فالنساء هن شقائق الرجال كما علمنا ديننا الحنيف.
فهنيئًا للمرأة في هذا العهد الزاهر حصولها على حقوقها المشروعة، وتعزيز النظرة الإيجابية للمرأة التي وُضعت بصمتها المميزة في مجالات وطنية تنموية عديدة وفق الضوابط الشرعية السمحة التي وفرتها حكومتنا الرشيدة.
ومن أهم ما تضمنه الأمر السامي الكريم بمنح المرأة حق قيادة المركبة التوجيه الكريم لسمو وزير الداخلية بأن تقوم جهات حكومية معنية بوضع آليات وضوابط التنفيذ، وتحديد معوقات هذا التنفيذ للأمر السامي الكريم بما يضمن حسن التنفيذ خلال مدة لا تزيد على 30 يومًا لتمكين المرأة من قيادة المركبة بعد عشرة أشهر من صدور هذا الأمر الكريم بعد ضمان تهيئة البيئة التحتية والتنظيمية واللوجستية خلال هذه الفترة بما يضمن التنفيذ السليم وبسلاسة دون أي معوقات، وبما يعزز النظرة الإيجابية للمرأة السعودية ومراعاة ظروف المرأة الفسيولوجية التي تختلف عن الرجل.
وفي هذا المقام فإنه يشرفني أن أهنئ القيادة الحكيمة على هذا الأمر السامي الكريم، كما أهنئ مهندس رؤية المملكة 2030 الأمير القوي الأمين محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على إنجاز أهم أهداف هذه الرؤية الطموحة، وعلى وفاء سموه بما سبق أن أعلنه عند إعلان رؤية المملكة 2030 من أن المرأة السعودية سوف تحصل على حقوقها المشروعة، وأنها ستكون مع أخيها الرجل هدفًا للتنمية وأساسها الأول؛ فهما اللذان سيقومان بتحقيق هذه الرؤية، كل فيما يتناسب مع قدراته وتأهيله.
نسأل الله العلي القدير أن يوفِّق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قائد مسيرتنا التنموية وسمو ولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، ويحفظ هذا الوطن من أعدائه، ويحفظ للمرأة والرجل كرامتهما التي أعطاهما إياها ديننا الحنيف.