خالد بن حمد المالك
ها نحن على أعتاب مرحلة جديدة، نودع فيها كثيراً من المعوقات، وننهي معها بعضاً من المنغصات، ونحترم فيها الرأي والرأي الآخر، بأسلوب جميل، واحترام للآخر، وحرص على ترسيخ خطوات البناء والإصلاح نحو مستقبل أفضل.
* *
هذه المرحلة المهمة جداً بإضاءاتها المشرقة يقودها الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وفيها ما فيها من الومضات بإبهارها وصورها وعلاماتها، ما لا يمكن أن نقابلها ونتفاعل معها بأقل من التفاؤل والدعم والمساندة المطلوبة.
* *
الخطوات الإصلاحية كثيرة وتتسارع، والأفكار تستجيب لما كان حلماً عصياً تحقيقه، والمواطنون تفاعلوا بانتشاء غير مسبوق مع القرارات الأخيرة السامية، فما يأتي من الملك ومن ولي عهده يتناغم مع مطالب الناس، ومع ما كانت أحلاماً وردية جميلة تدغدغ مشاعرهم.
* *
هي هكذا المرحلة من عمر الدولة وأعمارنا، حركة دائمة، مفاجآت سارة، إنجازات كبيرة، تغير نحو الأفضل ودون استسلام للمعوقات، أو مداراة للتحديات، أو قبول بالمسكنات، فالحزم والعزم هما سياستنا الجديدة، ورؤيتنا للآفاق المستقبلية القادمة.
* *
أمام هذا الجديد الذي جد في حياتنا، يحسن بنا أن نكون بمستوى الحدث، بالتفاعل والتعاون والتأييد، فلا نعود إلى الوراء، ولا نكثر من القول عما كان في الماضي، وأن تكون نظرتنا نحو المستقبل الآتي، حيث ندخل عالمنا الجديد، وآمالنا تتحقق في دولة عصرية متحضرة لا حدود لها.
* *
إنها خسارة كبيرة لمن فاته هذا الحراك المهم الذي يجري، فلم يعشه ولم يتعرف عليه، ولم يكن حاضراً أجواء هذا الاحتفاء به، فقد غاب عن هذا التطور العظيم الذي يحيط بالبلاد، ويمس بخيره مصالح المواطنين، بقرارات سامية متتالية بإمضاء قلم سلمان بن عبدالعزيز.
* *
هل أنجز كل شيء، فلم يبق أمام المواطن والمواطنة ما يطالبون به، بمعنى أن كل شيء قد استكمل في هذا البناء الكبير، وأنه لا مزيد ينتظر من الملك وولي عهده لاستكمال ما نحتاجه في زمن تشكلت فيه الدولة وفق مواصفات وصفات ومظاهر جديدة كما هي واضحة للعيان على الأرض المباركة؟.
* *
أقول لكم صادقاً، ما زال الطريق طويلاً أمام تحقيق ما نتمناه، وإن كان ما تم إنجازه مهماً وكبيراً وعظيماً، فطموح القيادة والمواطنين على حد سواء، يحث الخطى نحو تعميق النجاحات، وتوسيع الإنجازات، والبناء على ما تم لتحقيق ما لم يتحقق بعد، فنحن أمة موعودة - إن شاء الله - باستكمال بناء الإنسان والدولة على أسس نريدها أن تكون متميزة ورائدة.
* *
هذه بعض خواطر ألهمتني سياسة الملك وولي عهده في البوح بها، شكراً لما تم إنجازه، وتذكيراً بما ينبغي أن يكون على القائمة مما ننتظره من سلمان ومحمد، فالمواطن يستحق أن ينال هذا التكريم المستحق من ملكه وأميره، فنحن على العهد وعلى الوعد، أمام فرص قادمة لتحقيق ما وعدا وتعهدا به لمواطنيهما.