يوم الوطن هو اليوم الذي اجتمعت فيه الكلمة، وتماسكت فيه اللحمة، والتف فيه الشعب حول قياته، فأمِنت السبل، واطمأنت النفوس، وسكنت القلوب، فانطلقت فيه مسيرة العطاء والتقدم والرخاء.
في هذا اليوم العظيم والذكرى الغالية على النفوس حقا علينا أن نهنئ وطننا الغالي برجاله.
فهنيئًا لوطننا بقيادته الحكيمة التي تسنمها رجال أفذاذ، صدقوا الله ما عهدوا عليه، كذا نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكيهم على الله.
لقد قاموا نصرة للتوحيد، وذبا عن سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فجاء المدد من السماء، وهذا مصداق وعد الله حيث يقول: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النور، فصارت هذه البلاد ولله الحمد مضرب المثل في الأمن، ومنار هدى وإشعاع نور للعالم، وبيضة الإسلام التي لن تستباح بإذن الله، فهي موضع فخر كل مسلم صادق، فضلا عن كل مواطن مخلص عاش على أرضها، وتنفس هواءها، ونبت جسده من خيراتها.
وهنيئا لوطننا بجنوده ورجال أمنه البواسل الذين يحمون حدوده، ويحافظون على مكتسباته بعون الله وتوفيقه لهم، يفدونه بكل غال ونفيس، ويحملون أيديهم على أكفهم ذودا عنه ودفاعا عن ترابه الطاهر.
وهنيئا للوطن بأبنائه ورجاله المخلصين الذين يعملون في ميادين العز والشرف لرفعته وتقدمه ونمائه، ويحملون في قلوبهم حبه، وفي أفئدتهم همه وآماله وآلامه، ولن يألو جهدا في إزاحة همه، وتحقيق آماله، وتخفيف آلامه أو إذهابها إلى الأبد بإذن الله، لتنعم أجيالهم من بعدهم بالعيش في ظله، وتفخر بهم على مر العصور.
حقا هنيئا لك يا وطني بكل هؤلاء، وشكراً لكل هؤلاء، وهنيئا لهم بك يا وطني، فأنت تستحق كل ذلك منهم، فلقد أعطيتهم بفضل الله الكثير، فهم مدانون لك بالكثير.
ألا فليبق وطني بإذن الله عزيزًا شامخًا فخورًا برجاله أبد الدهر.
** **
إبراهيم بن عبدالله السعيد - مكتب الدعوة والإرشاد بحوطة سدير