جميلٌ جدًّا تفاعل أبناء الوطن بيوم الوطن. هذا الوطن الذي هو مهد الإسلام، وبلد الحرمين الشريفين، الذي اختصه بهما خالق الكون. تلك ميزة لم يحظَ بها أي وطن في العالم كله. ولا يخفى على أحد قدرة هذا الشعب العظيم وقدرة ولاة الأمر على تجسيد هذه المناسبة التي لا يعدلها وزن، ولا توجد مناسبة في الدنيا أغلى من هذه الذكرى التي تفوح بعبق لا يصل عطره أي عطر في هذا الكون.
هذا المواطن ظهر بأجمل حلل الوفاء والعطاء لهذا التراب الغالي... وأريد من هذا المواطن الوفاء لهذا التراب في اليوم الوطني للسنة السابعة والثمانين؛ وذلك بتعهده وقسمه العظيم بأن يكون مخلصًا له بكل ما تعنيه كلمة الإخلاص مهما كان دوره في المجتمع في الوطن، رجلاً أو امرأة، شابًّا أو شابة، طالبًا أو طالبة.. بأن يكون هؤلاء العالم والقائد والجندي ورجل الأمن؛ كي نكون أوفياء، ويقترن عملنا بولائنا لوطننا.. ويكون هذا اليوم منطلقًا للجميع؛ ليصحح علاقته بوطنه الغالي، وليكون مؤديًا لدوره الفاعل كما وعد الوطن بشِعره وقصائده وأغنياته ودعائه بالخير العميم..
وصيتي لكل هؤلاء بالالتزام بما قال وما عاهد الله والوطن عليه؛ كي يكون الجميع الدرع والحصن المتين الذي يذود عن ترابه، وليكون مثلاً للمواطن الصالح؛ ليكون عند حسن ظن قيادته به؛ لنصل جميعًا متعاونين إلى بر الأمان بقيادة مليكنا الغالي وولي عهده الأمين، ولنحقق كل ما نتمناه لهذا التراب الغالي، ولنسدد جزءًا يسيرًا مما أعطانا وطننا الحبيب.
** **
- محمد بن أحمد الفهاد