رقية سليمان الهويريني
إن سعي الحكومة لتوفير شبكة خطوط حديدية متطورة تجوب مدن المملكة المترامية الأطراف، الوعرة التضاريس المتباينة الثقافات هو تحدٍّ كبير، وأن تقوم بربطها بخطوط دولية فهو أمر مذهل! أما أن يشرف ويعمل على إدارتها وتشغيلها وصيانتها سواعد وطنية ماهرة فهو أمر يستحق الإشادة! فإن علمت أن الخدمات المقدمة للركاب متميزة، وبكفاءة عالية فهو داع للغبطة! أضف عليها تحقيقَ فوائد اقتصادية واجتماعية تصب في الاقتصاد الوطني.
وقد حظيت بدعوة كريمة مع بعض زملائي الإعلاميين من الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) الدكتور بشار بن خالد المالك لتجربة السفر عبر القطار من الرياض للقصيم. وكانت بحق رحلة ممتعة برفقة مدير التسويق والاتصال المؤسسي الأستاذ سليمان عبدالله الخويطر، حيث كان الاستقبال مبهجاً والرحلة مريحة سواء بما يتعلّق بانسيابية السفر أو إجراءاته السهلة! وكذلك رحابة المقاعد والاتساع بين الممرات والنظافة داخل القاطرات، وتوفر الاتصال الهاتفي والإلكتروني، عدا الاستمتاع عبر النوافذ الكبيرة بمشاهدة بعض الأشجار البرية والكثبان الرملية التي يجري القطار عبر عبابها.
وفي حين توقف القطار في مدينة المجمعة؛ إلا أنه لم يستغرق وقتاً طويلاً، ولم يشعر المسافرون بالضجر أو الملل لاسيما أنه يتوفر في إحدى القاطرات خدمة تقديم الطعام والمأكولات والمشروبات الخفيفة، ويحتوي على دورات مياه نظيفة.
إن تلك الخدمات الراقية المقدّمة عبر النقل البري المريح سيغيّر من الثقافة السائدة باستخدام السيارات الخاصة للسفر وما يترتب عليها من إجهاد في السفر وتوقف متكرر للتزوّد بالوقود أو استخدام دورات المياه العامة.
والشركة السعودية للخطوط الحديدية، مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، وقد تأسست عام 2006م، وكان أول خط حديدي تم إنشاؤه لنقل المعادن إلى معامل التكرير في رأس الخير شمالي مدينة الجبيل الصناعية. ثم تطورت الفكرة لتنفيذ مشروع خطوط حديدية تربط شمال المملكة بشرقها ووسطها وغربها وَفْق معايير التشغيل الاقتصادية وبحسب المقاييس العالمية في الأداء والسلامة.
ما لفت انتباهي هو بيئة العمل الراقية التي تشجع على العطاء وتحقق تطلعات الموظفين وشعورهم بالأمن الوظيفي؛ حيث يتنافسون بتقديم خدمة مميزة، ويسعون كفريق متكاتفٍ لتطوير مستمر في أدائهم الوظيفي؛ وهو ما يعزِّز قيمة المؤسسة ويجعل منها منافساً قوياً للخطوط الجوية وبقية وسائل النقل الأخرى.