جاسر عبدالعزيز الجاسر
مع زيادة الاهتمام والتمسك بالممارسات الإنسانية والسلوك الأقل وحشية في التعامل مع الشعوب، بدأت تتزايد حالات المطالبة بالحد من وحشية وتسلط الحكام والأنظمة التي تمارس تعنتاً وتحرم شعوبها من حقوقها الإنسانية، وأصبح معتاداً سماع مطالبة الشعوب عبر المنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية بمحاكمة قادة الأنظمة المتسلطة التي تحرم شعوبها من التمتع بحقوقها الشرعية.
في السابق كانت الدول التي تحكمها أنظمة شمولية يصعب سماع أصوات شعوبها بسبب «الستار الحديدي» الذي كان يمنع سماع أصوات الشعوب وتسربها إلى خارج الحدود، الآن وبعد تطور وسائل الاتصال أصبح ما يحدث في مكان ما في العالم يعرف في مكان آخر مهما بعدت المسافات، وأصبح الأوروبي يعرف ما يجري في آسيا، والأمريكي يتابع ما يحصل في إفريقيا، ولهذا لم تعد جرائم قادة الأنظمة وحكامها مخفية عن أنظار العالم.
ومهما بلغت احتفالات ديكتاتور وتكرار إطلاق صواريخه واستمرار تجاربه النووية لا يستطيع أن يخفي تجويع شعب كوريا الشمالية الذي لا يهمه عدد القنابل النووية والصواريخ العابرة للقارات بقدر ما يهمه تقليص عدد الجياع في بلادهم.
وهو نفس الأمر وأكثر لدى الشعوب الإيرانية التي تعاني هي الأخرى ظلم وتسلط ملالي إيران الذين يبذرون موارد إيران على بناء ترسانة نووية وتصنيع صواريخ بالستية لتهديد الجيران ودعم السياسة القطرية والطائفية ونشر الفتن، وزاد ملالي إيران على ما يفعله ديكتاتور كوريا الشمالية سعي ملالي إيران إلى نشر الفتن الطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، وبالذات الدول العربية، ودعمهم للفوضى وتخريب الاستقرار وإرسال المليشيات الطائفية مزودة بالأسلحة وبأيدلوجية إقصائية طائفية تثير الكراهية والبغضاء بين أبناء المجتمع الواحد.
وفي داخل إيران يعاني الإيرانيون -من كافة المذاهب والقوميات- تسلطاً وظلماً فادحاً كشفه ازدياد أرقام تنفيذ أحكام الإعدام، وقد استذكر الإيرانيون والمتعاطفون إنسانياً معهم قبل أيام ذكرى إعدام أكثر من ثلاثين ألف إنسان من السجناء السياسيين في صيف عام 1988 في إيران بعد «فتوى» إجرامية من الخميني.
مسؤولية إزهاق أرواح ثلاثين ألف إنسان وتدمير مستقبل مئات الآلاف من الإيرانيين الذين فقدوا عوائلهم ألا يتطلب محاكمة ومحاسبة هؤلاء الطغاة الذين لا يزالون يمارسون القمع والتسلط في إيران؟ وبعضهم من يدير مسؤوليات الوزارات ويتصدى لإصدار الأحكام القضائية.