فهد بن جليد
يلزمنا تنظيم عمليات التسويق الإلكتروني، والإعلان المُباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي (سناب شات، تويتر، أنستقرام) وغيرها، مع كثرة من يُطلَق عليهم (نجوم ومشاهير) في هذه الوسائل، ممن امتهنوا الإعلان عبر حساباتهم الشخصية (طلباً للرزق) حسب عدد مُتابعيهم، مع تزايد نجمات سناب شات تحديداً، وقيامهنَّ بالإعلان والترويج لمُختلف المحال والبضائع والأنشطة، فالعشوائية والفوضى تضرب بأطنابها في هذا السوق -المُربح لهؤلاء- ولها أضرار عديدة مُحتملة على المُستهلك الذي قد يقع ضحية ترويج خاطئ أو خدعة، قد تنطلي على النجم أو النجمة التي تلمع قيمة الإعلان في عينيها أولاً، وأقل تلك الأضرار هو استغلال حب المُتابعين والمُتاجرة به، لمصالح شخصية ومالية، ودون التأكد من مصداقية ما يتم الإعلان والحديث عنه، وتقديم الضمانات اللازمة له.
لا أقصد مُحاربة رزق (هؤلاء المشاهير) بهذا النوع من العمل -رزقنا ورزقهم بيد الله- ولكن الهدف هو تنظيم العملية بشكل أوضح، ونقلها إلى عالم الاحتراف بوضع ضوابط ومرجعيات وقواعد لها، والتخفيف من أضرارها السلبية، عند ما لا يخبر أصحاب تلك الحسابات - من صُنَّاع المُحتوى - الجمهور ومُتابعيهم بأنَّ المادة المعروضة هي (إعلان صريح بمُقابل مادي)، وليست معلومة أو تجربة شخصية يتم استعراضها، وهنا فرق كبير بين المشهدين.
لستُ هنا بصدد الحديث عن أخلاقيات استغلال حب الناس، والمُتاجرة بالجماهيرية لتحقيق مصالح ومكاسب شخصية على حسابهم، فتلك قصة أخرى، ما يهمنا أن يتم ولادة تنظيم وشروط جديدة تضبط سلوكيات الإعلان عبر حسابات المشاهير، فالمسألة لم تعد (هواية) أو حرية شخصية في الحديث عن مُنتج ما، أو زيارة محل تجاري.
ما سيغير قواعد اللعبة -برأيي- هو كشف ما يتقاضاه بعض نجوم ونجمات سناب شات وتويتر من أجور وأسعار مُقابل (إعلان واحد)، وهي معلومات سهلة يتجنبها هؤلاء عادة، ويملكها المعلنون، هذا الأمر ربما فضحهم أمام مُتابعيهم، وأفقدهم جماهيريتهم، حتى قيل إن الرفاهية التي يعيشها ويستعرض بها بعض المشاهير من (سفريات، سيارات، مطاعم، فنادق، ملابس، هدايا) كل هذا مجاناً ومن عرق جبين المُتابعين وبفضلهم، لذا لا يمكن أن يفضح أحدهم نفسه بالإفصاح عن قيمة الإعلان أو المبلغ الذي تقاضاه، وإلا فقد المُتابعة في اليوم التالي.
وعلى دروب الخير نلتقي.