عروبة المنيف
روحي وما ملكت يداي فداه
وطني الحبيب وهل أحب سواه
لم يتوقف لساني عن ترديد كلمات هذه الأغنية عشية إعلان خبر السماح للمرأه بقيادة السياره، تخيلت وطني كطفل صغير في منتهى الجمال والبراءة، ينظر إلى بكل حب وأقبل عليه بالعناق والقبل. إنها لحظة تاريخية بكل المقاييس، لطالما انتظرناها وتوقعناها، ولكن لحظة إعلانها انتابتني فرحة لا توصف، فكما كان يوم 23 سبتمبر 2017 عرس وطني وبامتياز في يوم الوطن، كانت لحظة إعلان النبأ، 26 سبتمبر عرس وطني آخر ولكن بنكهة أخرى، من روعتها، هي فوق الوصف، انتصر فيها الوطن، انتصرت فيها السيدات السعوديات وحقققن حلمهن بعد سنوات من الصبر والمعاناة والأمل، إلى الدرجة التي فيها عندما أفقت من النوم في اليوم التالي، سارعت إلى فتح هاتفي لأتأكد أن ما حصل بالأمس حقيقة وليس حلماً، وتيقنت عندها أن وطني لن يخذلني.
أكاد أجزم أن كل حملات المملكة الهادفة لتحسين وتلميع صورتها عند الرأي العام العالمي لا تضاهي بكفائتها وفعاليتها ذلك الخبر في وقعه على الجميع، سواء في الداخل أو في الخارج، لقد ضجت وسائل الإعلام العربية والأجنبية في إذاعة الخبر التاريخي وفي الإشادة به. فعلى الرغم مما حققته المرأة السعودية من إنجازات ونقلات عظيمة في مجال التعليم والوعي والنهضة وتبوئها مراكز مرموقة سواء في داخل الوطن أو خارجه، إلا أن ملف منعها من قيادة السيارة ظل حجر عثرة أمام انطلاقتها سواء في مجال حياتها الشخصية أو العملية، والمملكة كذلك في مركزها وموقعها الإستيراتيجي العالمي المرموق وتأثيرها على الساحتين السياسية والاقتصادية في العالم، كان وشم عدم السماح للمرأه بالقيادة يلقي بظلاله الكئيبة في كل محفل ومناسبة، ما يكون مجحفاً في حق الوطن وفي حق نسائه وما وصلن إليه من إنجازات رائعة بكل المقاييس.
شكراً للملك سلمان، ملك القلوب، قائد مسيرة تمكين المرأه -حفظه الله-، شكراً للمغفور لهم ممن سبقه من ملوك الخير والحكمة، الملك عبدالله، قائد مسيرة توظيف المرأة.. والملكان سعود وفيصل قائدا مسيرة تعليم المرأه -رحمهم الله جميعاً-، شكراً لأمير السعادة مهندس الفرحة في قلوب الشعب، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، شكراً لكل النساء اللواتي تحملن الآلام والمعاناة من أجل المطالبة بحق شرعه الله لهن وفي قضية آمن بها إلى أن أصبحت واقعاً معاشاً.
لنحتفل ونحتفل.. لنفرح ونفرح بالوطن، بالتغيير الآتي بالأمل القادم بالبهجة التاريخية، بمحبة الوطن، بعدالته وعزه ومجده، فكلنا نستحق، لنرفع من معدلات استحقاقاتنا، الوطن يستحق، وعنان السماء هو حد طموحاتنا، كما قالها أمير السعادة.
وطني الحبيب وأنت موئل عزة
ومنار إشعاع أضاء سناه
في كل لمحة بارق أدعو له
في ظل حام عطرت ذكراه
وطني الحبيب... وطني الحبيب.... وهل أحب سواه