جاسر عبدالعزيز الجاسر
يبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز غدًا الخميس زيارة إلى روسيا، زيارة يترقبها الروس الذين تحدثوا عنها منذ أسابيع، وقد سبقت الزيارة عديدًا من الاتصالات واللقاءات بين الوزراء وكبار المسؤولين في المملكة وروسيا مهدوا للعديد من الاتفاقيات والتفاهمات التي وضعت الأسس لبناء شراكة قوية في كافة المجالات الاقتصادية خاصة في مجالات الطاقة والاستثمار والتقنية وقد كشف النقاب في موسكو بأن البلدين سيؤسسان صندوقًا للاستثمار بقيمة مليار دولار حيث سيتم التوقيع وإطلاقه أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين لموسكو.
زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز لروسيا حدث يترقبه وسعى إليه الروس منذ وقت طويل وبالتحديد منذ الأيام الأولى لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من أجل تطوير العلاقات الثنائية ولما تمثل وجود علاقات طيبة بين الرياض وموسكو من انعكاس إيجابي على عديد من القضايا الإقليمية والعالمية، كما أن البلدين بوصفهما أكبر منتجين للبترول تعد وجود علاقة جيدة بينهما ضرورية خاصة من أجل الحفاظ على توازن أسعار البترول.
تطوير العلاقات السعودية الروسية في هذه المرحلة، ضرورية وملحة ليس من قبل الروس، بل أيضًا من قبل المملكة العربية السعودية، والمنطقة العربية، فروسيا الآن أصبحت دولة مؤثرة ولها حضور قوي في عديد من القضايا العربية الإقليمية، إِذ تعد اللاعب الرئيس الأول في سوريا ولها تأثير قوي في العراق، كما أن لها ارتباطات تصل إلى حد التحالف مع نظام ملالي إيران، وإضافة إلى كونها القوة الدولية الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية فإنها دولة لها تأثير قوي على صنع وإصدار القرارات الدولية أو حتى اعتراض طريق إصدارها وتنفيذها بما تملكه من «حق» استعمال حق النقض «الفيتو» ودولة مثل روسيا لها كل هذا الحضور الدولي والإقليمي وما لها من ثقل اقتصادي وتأثير مباشر على الأسواق الدولية، لا بد من إيجاد علاقة طيبة معها وتقويتها كون كلا البلدين يعدان من القوى الدولية المؤثرة، فالمملكة العربية السعودية تعد من أهم الدول العربية والإسلامية وروسيا دولة عظمى وتعاونهما لا بد أن يسهم في حل عديد من القضايا الدولية وبالذات القضايا التي تخص منطقتنا، كما أن تطوير التعاون الاقتصادي والاستثماري والتقني بين البلدين لا بد أن يحقق فائدة لكلا البلدين اللذين يقود كل منهما في منطقته حراكًا تنمويًا واضحًا.