د.عبدالعزيز الجار الله
الاتفاقيات العلمية بين الجامعات غابت خلال السنوات القليلة الماضية، وجامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة شقراء أعادت الاتفاقيات إلى الواجهة مرة أخرى في خطوة تنظيمية وإجرائية بين الجامعتين حيث وقع مدير جامعة الإمام د. سليمان أباألخيل، ومدير جامعة شقراء د. عوض الأسمري يوم أول أمس الأثنين الماضي اتفاقيات في مجال التبادل والتعاون العلمي الأكاديمي والبحثي والمجالات الأخرى بين الجامعتين.
كانت الاتفاقيات العلمية في السابق تتم بين الجامعات السعودية والمؤسسات والمراكز العلمية والجامعات العالمية، لكن أتضح أن معظم أو العديد من الاتفاقيات بين الجامعات السعودية والجامعات العالمية لا تتعدى حيّز إطار التوقيع يستفيد منها الأعضاء الذين يمثلون السعودية والجامعات العالمية، حيث كانت تكلف الجامعات وخزينة الدولة ملايين الدولارات، وبالمقابل الاتفاقيات لا ترى النور، مجرد خسائر مالية وحرج يقع على السفارات والملحقيات، في حال تأخرت المبالغ عن الدفع، ومطالبات ومحاكم وحرج على دولتنا أذا أثيرت في الرأي العام.
جامعة الأمام محمد بن سعود والتي يعود تأسيسها إلى عام 1370هـ كأول جامعة سعودية، وجامعة شقراء التي تأسست عام 1430هـ بفاصل زمني (60) سنة كسرتا حاجز التوقف عن أَبْرَام وتوقيع الاتفاقيات الأكاديمية، ليكون هناك توجه إلى 39 جامعة سعودية في الداخل فالطالب هو نفسه إن كان في جامعة الإمام أو شقراء، وأيضا هو الطالب في جامعة الملك سعود أو في جامعات المجمعة والطائف والجوف، وهنا فحوى الاتفاقيات والتعاون والشراكة مابين الجامعات السعودية، فجامعات (الأم) التي تجاوز عمرها الأكاديمي نصف القرن وأكتملت فيها البنية التحتية، يقابلها جامعات المناطق والجامعات الناشئة التي لم تكتمل بعد داخلها البنية التحتية العمرانية والأكاديمية سيشكلان جسرا من التعاون لخدمة الطالب والبحث والمجتمع.
جامعة الإمام ليست فقط جامعة تعليم بل هي مؤسسة تبيع خدمات الاستشارات والتدريب، وبيت خبرة، إضافة إلى بيع خدمة تعليم الدراسات العليا والدبلومات، والإنفتاح على استثمار التعليم وهذا ينسجم مع توجهات الدولة في برنامج التحول الوطني 2020، والرؤية السعودية 2030، لذا بادرت جامعة الإمام وجامعة شقراء للشراكة من أجل تقديم خدمة تعليمية للطالب، وتطوير التعاون بين الباحثين من أعضاء هيئة التدريس.