م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
بعد الإعلان السامي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة.. ضج الإعلام الإلكتروني فوراً بالترحيب بالقرار.. فقد أصبح الوعي العام بأهمية وحيوية هذا القرار على التنمية حاسماً لا يعتريه شك.. ولو نظرنا إلى موضوع قيادة المرأة لسيارتها قبل صدور هذا القرار التاريخي لوجدنا التالي:
1. الملاحظ أن المؤيدين للسماح للمرأة بقيادة سيارتها أكثر عدداً وأشهر موقعاً من الأسماء التي اتخذت موقفاً مغايراً وانضمت إلى حزب المعارضين.. فقد نأى كبار العلماء بأنفسهم عن اتخاذ مواقف معارضة صريحة.. وأنضم إليهم كبار المسؤولين في الدولة ووجهاء المجتمع.. أما على مستوى العامة فإن المؤيدين أوسع انتشاراً وأقوى حجة من المعترضين الذين اقتصرت معظم احتجاجاتهم على التشكيك في نوايا المؤيدين.. وهم في أغلبهم لم يرفضوا لكنهم لم يقبلوا.
2. الملاحظة الثانية: أعلن أعضاء هيئة كبار العلماء أن قيادة المرأة لسيارتها لا يتعارض مع الدين.. وتعلن الدولة في كل محفل محلي أو دولي أن هذه قضية مجتمعية.. وأعلن رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن الهيئة لن تعترض أي امرأة تقود سيارتها.. كما أعلن مدير المرور أنه لا يتعارض مع أنظمة المرور.. وأعلن مجلس الشورى أنه لا يتعارض مع العادات والتقاليد.
3. الملاحظة الثالثة: إذا كان من أسلافنا المتشددين من حَرَّموا كل محدثات الدنيا في زمانهم مثل البرقية والإذاعة والتلفزيون وتعليم البنات.. فقد كانوا في زمن مغلق وسط مجتمع أمي بشكل مطبق.. لكن ما هو الداعي اليوم لهذا الموقف الذي أصبح محل تندر على المجتمع السعودي أمام المجتمعات الأخرى؟!
4. الملاحظة الأخيرة: رحبت الأميرة «آن» رئيسة الاتحاد الدولي للفروسية (سابقاً) بوفد المملكة للفروسية بقولها: (إن بلادكم آخر مملكة على الأرض تم توحيدها من على صهوة جواد).. نعم وحَّدها القائد العظيم عبدالعزيز وعبر ببلاده إلى القرن العشرين.. ثم قادها أبناؤه من بعده حتى صارت من دول العشرين.. واليوم سيذكر التاريخ أن المرأة السعودية هي آخر امرأة على وجه الأرض يسمح لها بقيادة سيارتها.. وكان ذلك في عهد القائد العظيم سلمان بن عبدالعزيز الذي يعبر بالمجتمع السعودي للقرن الحادي والعشرين.