مها محمد الشريف
يشهد الوطن اليوم قرارا ديناميكيا لا تهدأ تطوراته ولا يستطيع العالم أن ينكر قيمته الإصلاحية في جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا سيما إذا كانت من قيادة حكيمة ودولة رائدة تواكب العصر، إن الشعوب تحتاج إلى الفرح والحرية ومنح الثقة أكثر من أي متطلبات أخرى، فما قاموا به من تحرير لذواتهم من القيود في هذه المرحلة ساعدهم على تطبيق النموذجية في كل ما تتطلبه حياتهم، ووضع اللّبِنات الأولى لمسار جديد ومختلف بفضل إرادة التغيير ومواكبة حيوية لما جاء في القرار.
إن الإنسان اليوم قوة ذهنية كبيرة ويتمتع بمستويات أفضل ليصنع حياة واستراتيجية تخدم القواعد التي تحقق التوازن، فقد أعطي الأمر السامي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة الأمل بتغيير أسلوب معيشة الملايين من الناس، فهناك نحو 10 مليون امرأة فوق سن العشرين يكافحن من أجل توفير حياة كريمة ومتكاملة بمعية الرجل، وبذلك نقول إن الوقت كان متوفرا واليوم متاحا للنساء، وأدرك الجميع أن عهداً جديداً قد بدأ لتفعيل الآلية إلى رؤية المستقبل بالاستثمار ومساهمة المرأة في صناعة الأسواق الصاعدة والعمل على نهوض القوة الاقتصادية في البلاد.
ويتضح لنا جليا أن الثروة الحقيقة هي إدخال الإصلاحات المهمة لتطوير الإنسان مما يعزز تنويع الاقتصاد في مرحلة ما بعد النفط، وفي هذا الموضوع أمران يجب الكتابة عنهما تناسب القرارات مع الزمن التي صدرت فيه حتى يتسنى الإعداد للمستقبل ولرؤية 2030.
بهذا التفكير المنطقي نستطيع قراءة النجاح ونستبشر بالمعطيات خيرا، وهذا هو حال معظم المستجدات يتفاءل بها الناس ويتم تحويلها إلى حقائق، وفي كتاب «أصوات حيوية» قالت المؤلفة «أليس نيلسون» في الفصل الأخير إن «القيادة رحلة، وليست وجهة؛ فالقيادة معنية بالأفعال التي تُقدم عليها يوميا والمسئولية التي نتولاها من أجل تحقيق رفاهية العالم الذي يجمعنا»، ونتعرَّف على القصص المُلهِمة لكوادرها اللواتي كُنّ الأداةَ التي أنشأت من خلالها القدرة والقوة في اتخاذ القرار ورباطة الجأش والطريقة لدفع المنظمات الحكومية وغير الحكومية نحو اتخاذ إجراءاتٍ من شأنها تعزيز دور المرأة والارتقاء بها على كافة الأصعدة.
منذ قرأت هذا الكتاب وجدت بين صفحاته الإلهام وبهجة النجاح رغم المرارة وحالات الفشل التي صادفت الكثير ممن ذكرت أسماؤهن بسبب قلة المناصرين، وصعوبة إحراز أي تقدم اقتصادي أو اجتماعي في حال لم تستغل 50 بالمئة من سكانها وبعد عصر العولمة تجددت أفكارهن الإبداعية وانتقلت من التراجع إلى المثابرة لتخطي الهزائم، وفي سياق ما ذكرته الكاتبة نيلسون، وجود أسباب ذات دلالة إحصائية أكثر إقناعا وأوسع نطاقاً تدعو إلى المشاركة الكاملة للمرأة. فمع تخفيف القيود عن النساء وبلوغهن فرصاً أكبر، تُحدث مشاركتهن الجماعية تغييراً مجتمعياً من نوع خاص يختلف كلياً عن أي شيء شهده العالم من قبل؛ فخلال أصعب الأوقات وفي كثير من أخطر بقاع العالم، تتولى النساء أكثر مشكلات العالم جسامة، وتحد من وطأتها تدريجيا».
في الحقيقة قيادتنا في عمقها روح الشباب الطموحة وهي رحلةٍ رائعة تلبي نداء الاحتياجات لمستقبل زاهر وحياة كريمة للمجتمع وتمنح مزيدا من القوة المتمثلة في التأقلم مع مخططات وإعدادات المرحلة القادمة.
لا سيما من القيادات الشابة الناجحة في كافة المجالات التي منحت فرصا وفيرة لتحقيق أهدافها.