د. خيرية السقاف
وكما قلتُ في إيجاز مئة وأربعين حرفاً: إننا نمر في مأزق، فتريّثوا أن يصعب الخروج منه بلا خسائر.....
فإنني أعيد هذه العبارة هنا في ضوء مشاهد حراك أفراد المجتمع في الفترة الراهنة..
فكما إنّ الحرية نافذة وباب..
فهي قفل، ومقبض ..!
وكثير من صفاتها معروف بدءاً بالاستحقاق الفردي، وقوفاً عند مسؤوليته عنها، وصولاً إلى وعيه بها ..
والمأزق الذي نمر به هو ما بعد انفراج نوافذ الحرية الفردية، حيث إغفال الأفراد الذين انطلقوا
دون أن يعيروا أقفالها، ومقابضها بالاً وهم يركضون ..
فتريّثوا..
فكروا في الحرية المتاحة ، لئلا تُستغل بلا وعي،
لتكون للحقل يزرع، ينبت، ينمو، يظلل، ويثمر ..
لتكون للمنجم ، يورد، يعطي، يتكاثر، ويوغل..
لتكون للإنسان يكتشف ذاته، يلتقي مهاراته،يستخرج مكنوناته، وينجز..
لتكون لليل يسري يتمخّض، يتبوتق، ينطوي ،ويُفرِغ..
لتكون للصبح يتنفس ، يكشف، يعطي، يشحذ،يُبصر، يحصد، يشذب، يتوالد، ويمتد..
لتكون للماء يجري، يسقي، يُنبت، يُطهِّر، يُشفي، ويروي ..
لتكون للحب، يؤلف، يُقارب، يُشارك، يُعين، يُؤثِر، ويجمع..
لتكون لليقين مرصداً، بوصلة، ثقة، إيماناً، تجرداً، صدقاً، ونكراناً للذات..
لتكون للسلوك أخلاقاً، ضابطاً، حداً، موقظاً، عصاً، جدولاً، مركباً، مرساةً، وبوصلةً..
بكل ضوابطها الظاهرة بالقانون، والنظام، والخفية في الأخلاق، والمسلك..
لتكون للقانون ميزاناً، احتراماً، امتثالاً، تطبيقاً، ومعيناً..
الحرية يقولون، وقالوا، ونقول: مسؤولية
وما على المرء إلا أن يواجه نفسه فيسألها: ما مسؤوليتي عن حريتي ؟!..
وفي ضوء الإجابة يعرف نفسه..
كما سيعرفه الآخرون..
فكيف يحب أن يُعرَف؟!!..