سامى اليوسف
اعتبر قرار عدم السماح لرؤساء الأندية بالجلوس على مقاعد البدلاء خلال المباريات التي ينظّمها الاتحاد السعودي لكرة القدم بمثابة القرار التاريخي الذي استبشر به جميع المهتمين العقلاء بشأن كرة القدم السعودية، على مختلف ميولهم وفئاتهم، الباحثين عن توفير أجواء تنافسية عادلة للمباريات في كافة المسابقات، وحتى إن وصل متأخرًا، كما يرى البعض، فالأهم بالنسبة لي أنه وصل.
بالعودة إلى نص قرار اتحاد الكرة، وبقراءة متأنية لمضمونه، فإنه ارتكز على ثلاثة مضامين غاية في الأهمية:
- الأولى: أنه صدر بالتنسيق مع هيئة الرياضة، وهذا يعكس تنامي اهتمام معالي رئيس الهيئة بالمسائل التنظيمية وفي هذا دلالة واضحة على الاهتمام بالتفاصيل المؤثِّرة، وهذه خطوة إيجابية توحي بأننا نعيش مرحلة ذات فكر مختلف يتابع ويقيم ثم يقرِّر بسرعة بعيدة عن التردد أو التسويف.
- الثانية: أن القرار يتعلّق بإحداث نقلة نوعية في التنظيم، وفي هذا اعتراف ضمني بالتقصي في الجوانب التنظيمية في السابق أو عدم تفعيل جانب من الصلاحيات التي توفر أجواء تنظيمية أفضل خلال إقامة المباريات وخصوصاً أن القرار يشمل جميع المسابقات لجميع الفئات السنية. ولا سيما أن الذاكرة تحتفظ بالكثير من الشواهد والأحداث التي وقعت في الماضي البعيد والقريب وكانت محط استهجان الجماهير وانتقاد الإعلام . كما أن يحفظ لرئيس النادي مكانته في واجهة الملعب «في المنصة أو المقصورة»، وهذا الموقع الطبيعي له خلال إقامة المباريات.
- الثالثة: نص القرار احتوى اعترافاً ضمنياً بأن سير بعض المباريات وأجواءها في السابق كانت تخضع لمؤثّرات تضر سلامة المنافسة فيها، وفي ذلك شجاعة وجرأة تُحسب لمن أصدر القرار، ووقف خلف إصداره وخصوصاً أن الذاكرة توثِّق عديد الحالات التي تشهد بهذا النوع من التأثير.
الأكيد، أن مثل هذه القرارات الإيجابية، والمهمة تحظى بدعم كافة الرياضيين والإعلاميين الذين ينشدون سلامة الأجواء التنافسية والعدالة وتوفير الأجواء الملائمة والمريحة للمنظمين وللحكام واللاعبين وكل من يتحرك على أرض الملعب خلال المباريات الخالية من الضغوط أو المؤثِّرات لتحقيق النجاح في إيصال المباريات إلى بر الأمان، وكذلك التميز والإبداع، وكأن لسان حال المتابع أو الناقد الذي كان يطالب بمثل هذا القرار منذ أمد بعيد، والحريص على نزاهة وعدالة الأجواء التنافسية في محيط الكرة السعودية، يقول: «هرمنا من أجل هذا القرار».
شكرًا لمعالي رئيس الهيئة الذي بات يكتسب المزيد من مساحات الإقناع عند المتلقي بعد كل قرار جريء يتخذه وتصب فوائده في مصلحة رياضة الوطن.