د.محمد بن عبدالرحمن البشر
المملكة العربية السعودية أضحت محوراً من محاور الاستقطاب العالمي لما لها من تأثير سياسي واقتصادي في الداخل والخارج، ولم يعد تأثيرها مقتصراً على المنطقة فحسب بل أصبح عالمياً، ينشد الجميع ودها، طمعاً في وقفة من وقفاتها الخيرة لإعادة حق، أو جلب منفعة أو هما معاً، ولم تتوان بحزمها وعزمها من فعل الكثير في هذا الجانب، وهي سائرة في هذا النهج النبيل .
العالم يراقب عن كثب التحولات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية الكبرى التي تعيشها المملكة، وهو يعلم أنها تسير في الطريق الصحيح طبقاً لرؤية واضحة المعالم هي رؤية 2030 . كما أن العالم الآن أصبح يعلم أن ما يتم قوله يتحقق على أرض الواقع دون تردد، ولهذا فقد تسابقت الدول على الإفادة والاستفادة من هذه النقلة النوعية لدولة فتية أصبحت جزءاً فاعلاً في هذا العالم الفسيح.
المملكة تسابق الزمن، وتفتح الأبواب لمن أراد المشاركة الفعلية في السياسة والاقتصاد، ولهذا فقد تعاونت مع جميع الدول دون استثناء في القضاء على الإرهاب ومحاربة الأفكار المتطرفة أينما وجدت ومهما كان الثمن، وهي سائرة في هذا المسار بقوة وثبات.
المملكة وهي قائدة العالم الإسلامي، تقود التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، وتقود التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، وتفتح أبوابها للشعب السوري العزيز ومعارضته الشريفة .
المملكة أخذت زمام المبادرة في كثير من المواقف للجم تمويل الإرهاب، وقمع الإرهابية، ومحاربة الأفكار المتطرفة، ولتحقيق ذلك أنشأت مركزاً لمحاربة التطرف، ومدت يدها إلى الجميع للعمل معاً، من خلال هذا المركز وغيره للقضاء على هذا الفكر الضال الدخيل على العالم أجمع، وبه أصبح العالم جميعاً شريكاً رئيساً بتحمل هذه المسؤولية بقيادة المملكة العربية السعودية.
العالم اليوم ينظر إلى رؤية المملكة 2030 وبرامجها المطروحة علناً، والعالم يعرف أن الاعتماد على النفط لم يعد ممكناً لعدة أسباب منها: غزارة الإنتاج من مصادر مثل النفط الصخري، وكذلك ظهور بدائل للطاقة، أصبحت تتسارع في مفهومها، وتكلفة إنتاجها، والحقيقة أن إدراك ذلك في ذاته ليس صعباً، لكن الصعوبة في اتخاذ القرار، ووضع الرؤى والبرامج والمناهج اللازمة، ووضع ذلك موضع التنفيذ دون تأخر أو استعجال مخل .
وقد أدركت القيادة حفظها الله، أن هذه الرؤى والبرامج تحتاج إلى العقول والسواعد الوطنية الصالحة والنزيهة، ولهذا فقد هيأت السبل لمساهمة الشباب في القطاعين العام والخاص، وجعلت المرأة شريكاً في هذا التحدي الكبير، الذي لابد من مواجهته للسير بهذه القافلة في الطريق السوي، وتقليل العثرات، آخذة العبرة مما واجهته دول في العالم عند اعتمادها على سلعة واحدة قابلة للنضوب أو الاستبدال.
خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه -، جعل روسيا إحدى المحطات الهامة لزياراته المتوالية، لمعرفته بالأهمية السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تلعبها روسيا في العالم، وهي إحدى الدول الخمس الدائمة في مجلس الأمن، وهي تعتبر قطباً قوياً وفاعلاً فيما يتخذه مجلس الأمن من قرارات.
خادم الحرمين الشريفين حمل معه الكثير من الملفات، وعلى رأسها رؤية 2030، التي صنعها صاحب السمو الملكي ولي العهد - حفظه الله -، وهو الساهر على تنفيذها، مع غيرها من الأمور السياسية والاجتماعية.
إن ما يقوم به صاحب السمو ولي العهد - حفظه الله -، محط ترحيب العالم، وهم يرون مسيرة التغير تمشي قدماً في جميع الميادين، ويرون تطلعات وطموحات سموه - حفظه الله -، والشعب السعودي الكريم التي ليس لها حدود لما يعود بالنفع على العالم أجمع .
وفّق الله هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين وولي عهده الأمين حفظهما الله جميعاً، وأدام عليكم التوفيق والسداد.