جاسر عبدالعزيز الجاسر
الاتفاقيات الاستثمارية والاقتصادية التي وقعت في اليوم الثاني لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لروسيا، تكشف أسباب الاهتمام الكبير الذي تظهره الدول التي تسعى إلى قيام قادة المملكة العربية السعودية لزيارتها، فالزيارات التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين أو سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وحتى وزراء الخارجية والطاقة والتجارة والوزراء الذين يديرون برامج التنمية والتصنيع، ليست زيارات عادية، بل تظهر أن الزائر الذي دائما ما يصطحب معه وفداً يضم متخصصين في الاستثمار والاقتصاد والتجارة والتصنيع، يبحثون دائماً وينقبون في فرص تعظم الاقتصاد السعودي وتزيد من فعاليته ونموه، والذي يتابع الزيارات التي يقوم بها قادة المملكة يرى أنها تتم بعد أن تقوم فرق ووفود سعودية بدراسة عدد من الاتفاقيات وتهيئ تصوراً كاملاً لجعل الزيارة تحفل بعقد العديد من الاتفاقيات، وهو ما يلاحظ من خلال اجتماعات مجلس الوزراء وما يعرض على مجلس الشورى من مشاريع واتفاقيات عادة تسبق زيارات قادة المملكة، وهذا يعني أن عملاً كبيراً ومتواصلاً أعد للزيارة وأنها ستكون تتويج لزيارات ومباحثات وتفاهمات تمت بين المملكة والبلد المستهدف بالزيارة. وهذا ما حصل لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لروسيا، وهو ما أكده توقيع عشر اتفاقيات كبرى بين البلدين أنجزت رسم خريطة لمستقبل العلاقة بين المملكة وروسيا وأظهرت تلك الاتفاقيات أن التعاون والتنسيق بين موسكو والرياض في مجالات الطاقة وخاصة في مواضيع ومجالات صناعات النفط وبالذات التوسع في التنقيب واستخراجه وإقامة محطات متطورة لاستخراج الغاز وتسويقه وتخصيص مبالغ كبيرة للاستثمار في هذه المجالات عبر شركة أرامكو السعودية من جانب المملكة وشركات البترول الروسية وهناك إمكانية كبيرة في تنمية وزيادة التعاون في مجالات تصنيع البتروكيماويات والاستفادة من توظيف التقنية في الصناعات التحويلية، وهو نفس التوجه للتطوير وتعظيم التعاون في مجالات الاستثمار في تقنية المعلومات وتطويرها في الصناعات ومنها الصناعات العسكرية التي أنشأت المملكة مؤسسة متخصصة لسد احتياجات البلاد والمنطقة، كما أظهرت الاتفاقيات تعاوناً استثمارياً يتيح المجال للمال السعودي للاستثمار في العديد من المشاريع الروسية الواعدة منها للاستثمار في إنشاء وإقامة الطرق التي تحقق عوائد مستدامة من خلال دفع رسومن قبل مستحقيها.
زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أكدت أن هذا العهد هو العهد الذي يجعل الاقتصاد والقاطرة التي تقود تحسين وتطوير العلاقات بين الدول وأن الإعداد الجيد لزيارات قادة الدول بعضهم لبعض يحقق أفضل الأساليب لتحسين العلاقات بين الدول.