محمد المنيف
ليس سرًّا ولا أمرًا مخجلاً ولا عيبًا في التشكيليين، لكنه الحظ حينما لا يميل أو يحضر ذلك الحظ مع التشكيليين؛ فالفن التشكيلي يجد نفسه دائمًا في آخر قائمة الاهتمامات من الجهات الرسمية المعنية بالثقافة أو الإعلام، وفي مختلف الفعاليات لا يعطى فيها للفن التشكيلي فرصة للمشاركة إلا لمن وجد من يهتم به، ويعتمده مجالاً استثماريًّا كما نراه في المتاحف أو المزادات عالميًّا مع ما يخالطه من فنون أخرى، لكنه يأمل أن يحظى بفرصته، ويصيب الهدف، ويصبح له حظوة.
هذا القول ليس جديداً، وليس وليد المصادفة بقدر ما هي مأساة الفن التشكيلي الأزلية.. فكم من معارض أقيمت لفنانين، إما فردية أو جماعية، خرج مبدعوها بالقليل مما يسدد تكاليف معارضهم، وإن حدث ذلك فهو عائد لقيام شخص مختص في التسويق، رأى جدوى في تسويق تلك الأعمال؛ فيقتنيها بسعر بخس، ويبيعها بأسعار أضعاف قيمتها لمشاريع تجميل فنادق ومكاتب (لدينا شواهد وشهادات)، ولا يستطيع الفنان الوصول إليها أو أن يتفضل أحد أقارب الفنان أو أصدقائه الأثرياء باقتناء عمل أو اثنين من باب الحظ العاطفي.
الحديث عن معاناة التشكيليين في الاقتناء أو الإعلام، صحافة أو تلفزة، سيكون لي معه مساحة أكبر من القصص والحكايات في إصدار أقوم حاليًا بإعداده عن تجربتي الفنية والصحفية، منها الشخصية والأخرى عن الزملاء التشكيليين من مختلف الأجيال، وأيام رئاستي مجلس إدارة جمعية التشكيليين، وكيف كنت أستجدي رجال الأعمال للدعم، والقنوات التلفزيونية لتغطية مناسبات الجمعية دون جدوى.. واستعضنا عنها بسبل التواصل الجديدة الأسرع والأبقى. قصص وحكايات لا ينكرها أي فنان.. والوثائق والشواهد كثيرة.. ولا تزال تشكل معضلة هذا الفن وفي كل زمان ومكان، إلا ممن حالفه الحظ بمن يقوم بصناعته وتقديمه للمجتمع، وتسويق أعماله كشراكة عمل تنتهي بنهاية المصلحة والبحث عن آخر.
نختم بما يعيشه التشكيليون أيضًا من حظوظ متردية عند إقامة معارضهم وفعالياتهم من حضور لا يتجاوز زملاءهم وأقاربهم (سمنهم في دقيقهم) إلا في مهرجانات متنوعة الوجبات الترفيهية التي تجتذب الجمهور فيناله منها نصيب.