جواندونج - «الجزيرة» - عماد المديفر وصلاح أحمد:

أولت مختلف الأوساط ووسائل الإعلام الروسية اهتماماً كبيراً بزيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا، وتصدرت عناوين هذه الزيارة التاريخية كبريات الصحف ووسائل الإعلام، حيث ذكرت أن الزيارة تسهم على نحو فعَّال في تعزيز التعاون الثنائي وتقريب وجهات النظر فيما يتعلّق بعدد من الملفات المهمة إضافة إلى مناقشة قضايا الأمن والسلم الدوليين.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قوله: إن زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا تاريخية. وأن الزيارة ترمز إلى نطاق واسع من العلاقات والمشاورات بين البلدين. كما أكدت قوله: إن موسكو والرياض يتعاونان بشكل وثيق في مجال مكافحة الإرهاب وشق الطريق لحل الأزمة اليمنية والفلسطينية.

وكان الرئيس الروسي بوتين قد ذكر في خطابه أثناء الجلسة العامة لمنتدى «أسبوع الطاقة الروسي»، في الثالث من الشهر الجاري أن روسيا تنظر بجدية في مستقبل العلاقات مع بلدان الشرق الأوسط بصفة عامة والمملكة العربية السعودية بصفة خاصة وأنه على يقين بوجود فرص كبيرة لتعزيز هذه العلاقات.

وذكرت شبكة «آر. تي» الإخبارية الروسية أن مظاهر الترحيب الروسي الكبيرة بالملك سلمان لدى وصوله إلى روسيا تجلت في العديد من المظاهر، حيث تم وضع لافتات كبيرة في شوارع العاصمة الروسية موسكو تحمل عبارات الترحيب بالملك سلمان باللغة العربية كما حرصت الخارجية الروسية على أن تأتي إقامة الملك سلمان والوفد السعودي المرافق له في أجمل مناطق موسكو وفي أفضل فنادقها التي تطل على أبهى مشاهد العاصمة.

وذكرت الشبكة الإخبارية أن العاصمة الروسية شهدت يوم أمس الخميس انطلاق أعمال منتدى الاستثمار الروسي السعودي، بمشاركة واسعة من شركات البلدين. وفي كلمة افتتاحية لأعمال المنتدى، أعلن وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، أن الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة وصندوق الاستثمارات العامة السعودي يدرسان إمكانية الاستثمار في 25 مشروعاً في العديد من المجالات. وأن موسكو والرياض اتفقتا على وضع خارطة طريق لتنفيذ هذه المشروعات الاستثمارية. كذلك تم الاتفاق على تأسيس مجموعة عمل ستقوم بمتابعة المشاريع بهدف تعزيز الاستثمارات.

كما أشارت الشبكة إلى أن وزير التجارة والاستثمار السعودي ماجد القصبي أعلن عن توقيع 7 اتفاقيات بين شركات القطاع الخاص في البلدين، إضافة لمنح 3 تراخيص لشركات روسية لمزاولة أنشطتها على أراضي المملكة. كما أشار إلى أن موسكو والرياض تعملان على زيادة حجم التجارة الثنائية.

من جانبها نقلت شبكة سبوتنك الروسية عن وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك قوله: إنه من المقرر أن تشهد الزيارة التي يقوم بها الملك سلمان إلى روسيا في الفترة من 4 إلى 7 أكتوبر عدداً من الصفقات الاستثمارية من بينها اتفاق بقيمة 1.1 مليار دولار لبناء مصنع في المملكة من قبل شركة البتروكيماويات الروسية «سيبور». وأن روسيا ستنشئ مع المملكة صندوقاً بقيمة مليار دولار للاستثمار في مشاريع الطاقة، إلى جانب صفقة لاستثمار 150 مليون دولار في شركة أوراسيا الروسية المتخصصة في خدمات الحقول النفطية.

وأوضحت أن استقرار الشرق الأوسط وقضايا الأمن والسلم الدوليين على رأس الموضوعات المطروحة في مباحثات الملك سلمان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف سيجتمع مع الملك سلمان في السادس من أكتوبر «اليوم» لمناقشة مشاريع الاستثمار المشترك. كما بيّنت أن وزير الصناعة والتجارة الروسى دنيس مانتوروف اجتمع مع وزير الطاقة السعودي خالد الفالح لبحث إمكانيات التعاون الثنائي. وخلال الاجتماع أعرب مانتوروف أيضاً عن اهتمامه بدعم رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي تهدف إلى تطوير القطاعات الاقتصادية غير النفطية بالمملكة.

يشار إلى أن العلاقات بين روسيا والمملكة العربية السعودية تعود إلى أكثر من 90 عاماً. وكان الاتحاد السوفييتي أول دولة تعترف بالمملكة العربية السعودية.