من أصعب الأمور أن تُترجم السطور حبًّا خالدًا في نفوسنا، وإحساسًا عظيمًا يحمله كل مواطن يتمنى رضا ربه. هذا الحب العظيم هو حب وطن يحمل الخير والفرح، ويحتضن أشرف خلق الله، وعلى أرضه قِبلة المسلمين. أنت يا وطني حبك واجب، والدفاع عنك شرف، والعيش على ترابك فخر.. نعم، فخر لكل مواطن، أنت وطن حبه يتجدد، وخيره لا ينضب، وطن يحكم أمر الله، ويبتعد عن كل ما يغضبه. أنت بلد الحرمين وقِبلة المسلمين. أنت مصدر نور وسعادة وسرور، صعب أن أترجم حبك في يومك بعبارات، أنت فوق الكلمات، أنت وطن يحميه رب السماوات، وتحرسه نفوس عاهدت ربها على حمايته وأمنه وبذل الغالي والرخيص من أجله، أنت من شرفك الخالق بخدمة ضيوفه، والسهر على راحتهم.
يا وطني لن تكفيك كل أيام السنة للتعبير عن حبنا لك، يومك يخلد ذكرى عظيمة لتوحيد هذه الأرض المباركة، فهل نقف للحظات نسترجع من قام بتوحيد هذا الوطن الكبير في مساحته والعظيم في مكانته. طيب الله ثرى من وحّد هذه البلاد المغفور له الملك عبدالعزيز - رحمه الله -؛ لقد أقرّ دستورها كتاب الله وسُنة رسوله. إن بلادنا تطبق حكم الله وشرعه في كل أمورها، بلاد يعشقها الجميع، وتهفو إليها نفوسهم، والتعبير عن حبها صعب، والدفاع عنها يفديه القلب.
يا من تتجه لك قلوب المسلمين بكل حب ودعاء، لقد عاهد حكام هذه البلاد ربهم أن تكون حمايتها والدفاع عنها شرفًا لهم ولشعبهم المحب لهذا التراب الطاهر.
إن يومك الوطني يا وطني يرسل رسائل للعالم أجمع، تؤكد أن حماية هذا الوطن حماية لكل مسلم، وعز لكل من يحرص على حماية هذا الدين.
هذا الوطن أمانة؛ لأنه يحتضن أطهر بقاع الأرض، وتهواه الأفئدة، وتحميه النفوس المحبة والمخلصة لدينها.
من هنا تنطلق كلمة الحق والحب والعدل، من هنا بدأت أعظم رسالة لكل العالم، إنك يا وطني تفديك النفوس، وتُبذل من أجلك الروح.. عزك عز لكل مسلم محب مخلص.
وطني لا تكفيك سطور تكتب أو عبارات تسطر، هل نكتب عن تاريخك الفريد وتوحيدك الذي بذل فيه الغالي والرخيص.. أم نكتب عن مكانتك في قلوب العالم؟
ليس لك مثيل، وحمايتك وحبك واجب على الجميع. نحن شعب منحه الله أغلى الأوطان، عزك عز لكل مسلم على هذه الأرض، دمت بخير يا وطني، ودام من حماك، وأرخص نفسه للدفاع عنك.
** **
- سلمان بن أحمد العيد