جاسر عبدالعزيز الجاسر
سلطت الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا، التوجه السعودي الذي يلتزم فكراً علمياً ومتقدماً لتنويع العلاقات مع الدول واستثمارها لتحقيق فوائد إيجابية لصالح المملكة العربية السعودية، وفتح أبواب للمواطنين السعوديين لتعظيم إمكاناتهم وقدراتهم الذاتية وتوظيف ما تمتلكه الدولة من موارد واحتياجات مالية وخامات تحتاج إلى استثمار وتعظيم مواردها.
في موسكو ومن خلال عشر اتفاقيات ومذكرة تفاهم، أظهرت أن الزيارات التي يقوم بها القادة السعوديون ليست مجرد زيارات بروتوكولية وتهدف فقط إلى تعزيز العلاقات الدولية وبناء علاقة بين قادة الدول المستهدفة، بل إن زيارات القادة السعوديين والوزراء التي تمت في السنوات القليلة الماضية التي تنوعت على خارطة شملت الغرب والشرق، وأمريكا وأوروبا وآسيا وأفريقيا، استهدفت إلى جانب تعزيز العلاقات الدولية وترسيخ الصداقات، فقد تابعنا ما حققته تلك الزيارات من تنويع الشركات الاقتصادية والتجارية التي عززت وقوت العلاقات السياسية والاستراتيجية مع الدول الكبرى المهمة التي شملت دائرة كبيرة امتدت من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا والصين واليابان وماليزيا وإندونيسيا وباكستان وتركيا، بالإضافة إلى زيادة وتقوية الشركات الاستراتيجية والتجارية مع مصر والإمارات العربية، واليوم تضاف إليها توسيع الشراكة مع روسيا التي تمتلك روافد ومقومات عدة تحقق ما تصبو إليه المملكة من تنويع اقتصادياتها وتوسيع دائرة استثماراتها ونقل التقنية الصناعية والمعرفية بما فيها الصناعات والتقنية العسكرية.
ولعل أهم ما لاحظه المتابعون لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لروسيا، هو الإقدام على خطوة متقدمة لتنويع أسلحة الدفاع عن المملكة العربية السعودية التي تضم أهم مقدسات المسلمين ولحماية المكتسبات التنموية التي حققتها على مدار السنين الماضية، إذ يمثل توقيع اتفاقية لتوريد أنظمة عسكرية ونقل وتوطين التقنية لتلك الأنظمة المتقدمة يمثل طموحاً طالما سعينا إليه وتسعى إليه الكثير من الدول وبالذات الحصول على منظومة صواريخ إس 400، والمشاركة في تصنيع وتوطين تقنيتها من خلال مصانع المؤسسة العسكرية السعودية يعد تطوراً مهماً جداً يضاف إلى القدرة السعودية، خاصة أن هذه المنظومة تعد واحدة من أفضل ما أنتج حتى الآن لاعتراض وإسقاط الصواريخ التي تطلق على الأهداف المتوسطة والبعيدة.