واشنطن - «الجزيرة» - واس:
نجحت الجهود السعودية في إقناع الإدارة الأمريكية برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، حيث قررت الولايات المتحدة أمس إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان وذلك اعتبارا من الـ12 من شهر أكتوبر من العام الحالي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت في بيان صحفي أمس «إن هذا القرار جاء اعترافًا بالإجراءات الإيجابية التي اتخذتها حكومة السودان للحفاظ على وقف الأعمال القتالية في مناطق النزاع في السودان وتحسين المساعدات الإنسانية للوصول إلى جميع أنحاء السودان والحفاظ على التعاون مع الولايات المتحدة في معالجة الصراعات الإقليمية وتهديد الإرهاب».
وأضافت «إن هذا القرار سيسري مفعوله اعتباراً من 12 أكتوبر 2017م، مشيرة إلى أن هذا الإجراء جاء من خلال جهد دبلوماسي مكثف طيلة 16 شهراً في سبيل إحراز تقدم مع السودان في المجالات الرئيسية».
وفي استكمال لعملية بدأها الرئيس السابق باراك أوباما في نهاية ولايته وعارضتها جماعات حقوقية، رفع الرئيس دونالد ترامب حظراً تجارياً أمريكياً وإجراءات عقابية أخرى كانت سبباً في فصل السودان فعلياً عن معظم النظام المالي العالمي.
وفي 13 يناير الماضي، شكر الرئيس السوداني عمر حسن البشير، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود معبراً عن امتنانه للجهود التي قامت بها السعودية في هذا المجال لدعم رفع العقوبات، وذلك في اتصال هاتفي هنأ فيه خادم الحرمين الشريفين الرئيس السوداني، بقرار رفع بعض العقوبات الأمريكية عن السودان.
وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أعلن في 13 يناير، رفع بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان، مشيراً إلى تطورات «إيجابية» من جانب هذا البلد حدثت خلال الأشهر الستة الأخيرة، في حين رحبت الحكومة السودانية بتلك الخطوة، معتبرة أنها تمثل تطوراً إيجابياً هاماً في مسيرة العلاقات الثنائية بين السودان والولايات المتحدة الأميركية.
وفي رسالة إلى الكونغرس نشرها البيت الأبيض، أشار أوباما خصوصاً إلى «تراجع ملحوظ في الأنشطة العسكرية توجت بتعهد بالإبقاء على وقف القتال»، وإلى جهود لتحسين عمل المنظمات الإنسانية في البلاد. كما أشار إلى تعاون الخرطوم مع واشنطن في «التعامل مع النزاعات الإقليمية والتهديد الإرهابي».
منظمة التعاون الإسلامي
وقد أعرب معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، عن ارتياحه وترحيبه بالقرار الذي أصدرته الإدارة الأمريكية أمس بشأن إلغاء العقوبات المفروضة على جمهورية السودان منذ عام 1997.
وأكد أن هذا القرار يسهم بصورة كبيرة في تحقيق السلام والأمن والاستقرار والنمو الاقتصادي في السودان، الذي تضرر شعبه كثيرا من هذه العقوبات الأحادية، ويشكل دفعة قوية لتطبيع العلاقات الثنائية بين السودان وأمريكا بصورة شاملة في جميع المجالات.
وأضاف الأمين العام أن الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي ظلت من جانبها تطالب الإدارة الأمريكية في جميع قراراتها على مستويي القمة والمجلس الوزاري برفع جميع العقوبات المفروضة على السودان، وتبنت في هذا الصدد مبادرة مشتركة مع الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية تم بموجبها مخاطبة الإدارة الأمريكية لرفع هذه العقوبات دون إبطاء أو تأخير.
وأشاد العثيمين بجهود الدول الأعضاء التي أسهمت في تحقيق هذا الإنجاز وعلى رأسها الدول الخليجية بقيادة المملكة العربية السعودية.
ودعا الأمين العام الجانبين إلى مواصلة الحوار الثنائي بهدف الوصول للنتائج المرجوة، مؤكداً أهمية اتخاذ الإدارة الأمريكية خطوة أخرى بإزالة اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول التي ترعى الإرهاب بالنظر للجهود المقدرة التي ظل يبذلها السودان في مكافحة الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي.