سعد الدوسري
كان الكثيرون يتصورون أن من سابع المستحيلات إدارة الشأن الرياضي السعودي بشكل محايد، وأن العواطف هي التي تتحكم في كل قائد لهذا الشأن، مهما حاول أن يبدو منصفاً أو موضوعياً. وفي أغلب الأحيان، يكون الأمر مشابهاً في العديد من الدول، التي تأخذ فيها كرة القدم، الحيز الأكبر من اهتمام القادة الرياضيين، إذ تؤثر هذه اللعبة، بسبب شعبيتها الطاغية، على أصحاب القرار، فتجعلهم يميلون لفريق على حساب فريق، مما يتسبب في وجود فضاءات الفساد والتعصب.
معروف أن الرياضة السعودية حققت إنجازات مميزة، على مستوى الخليج والوطن العربي وقارة آسيا، لكنها لم تحقق تميزاً يذكر على المستوى العالمي، إلا في حالات محدودة، وهو ما لا يتلاءم مع الميزانيات المخصصة لتطوير الرياضة، ومع الاهتمام الرسمي بكرة القدم وبغيرها من الألعاب الفردية والجماعية، بهدف تمثيل السعودية في المحافل الدولية، كبلد متطور وصاحب رسالة سلام وتعايش.
ولعل من أهم أسباب الإخفاقات في العديد من البطولات، ذلك النمط المزاجي الذي تدار فيه الرياضة، والتغاضي المقصود عن أخطاء رؤساء الأندية، والشخصنة والشللية في اختيار أعضاء اللجان المحلية والقارية والأولمبية، مما جعل أبطالنا الرياضيين يصابون بالإحباط، ويبتعدون عن منصات التتويج، إلا فيما ندر.
على القيادة الرياضية الجديدة أن تعي أن الفساد المالي والإداري، والشللية، والنرجسية، والأمية الثقافية والمهنية، هي التي أوصلتنا لهذه الحال.