«الجزيرة» - اقتصاد:
تعقد الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، الليلة جمعيتها العمومية غير العادية، والتي ستختار شخصية تخلف سمو رئيس مجلس الإدارة الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود، الذي ترجل من المنصف بعد 15 عاما من الخدمة في هذا الموقع.
وقاد الأمير سعود بن ثنيان المسيرة في الشركة منذ 2004، حيث حققت الشركة في أول سنة لتوليه رئاسة مجلس الإدارة على أكبر إنجازاتها القياسية آنذاك مسجلةً أرقاماً غير مسبوقة، إذ بلغت أرباحها الصافية14,2 مليار ريال بزيادة 112% عن العام السابق، وارتفعت نسبة العائد على حقوق الملكية لتبلغ 31% مقابل 18%، وتضاعفت نسبة العائد على رأس المال المستثمر لتبلغ 23% مقابل 12%، كما ارتفعت الموجودات إلى 125 مليار ريال.
وخلال السنوات الماضية أصبح دخول (عصر ما بعد النفط) واقتحام عالم الصناعات التقنية المتقدمة البتروكيماوية وغير البتروكيماوية رؤية حقيقية، تجسدت على أرض الجبيل وينبع بتكامل عطاءات (مثلث التنمية الذهبي) ممثلاً في الهيئة الملكية للجبيل وينبع، و(سابك)، ومشروع جمع الغاز الذي تولته شركة (أرامكو السعودية).
وخلال عهده حققت الشركة عدة انجازات كبرى، حيث ارتفع إنتاج مصانع الشركة من حوالي 43 مليون طن عام 2004م ليتجاوز في الوقت الحاضر 73 مليون طن. وفي العام 2004م رسخت سابك أقدامها على خريطة العالم الصناعية، وحققت انتشاراً واسعاً على خريطته التقنية، وبلغت مساهمت سابك في القطاعات الاقتصادية خلال عام 2016م وحده حوالي (20) مليار ريال. وكانت سابك تدير (20) موقعاً صناعياً داخل المملكة وخارجها، بينما تدير اليوم أكثر من (22) موقعاً في الجبيل وينبع و(64) موقعاً حول العالم. ويحسب للشركة أنها قامت سابك بتعظيم المحتوى المحلي الصناعي؛ وأنشأت لهذا الغرض وحدة متخصصة هي (وحدة المحتوى المحلي)، مستهدفةً أن تشكل مشترياتها من السلع المصنعة محلياً نسبة (75%) من إجمالي مشترياتها، حيث بلغت القيمة الإجمالية لمشتريات سابك المحلية عام 2016م 2,4 مليار ريال تمثل (34%) من مجموع المشتريات، بينما بلغت قيمة عقود الخدمات المحلية حوالي 7,8 مليار ريال بنسبة (86%) من العقود الإجمالية. وأسهمت سابك في تحسين ميزان المدفوعات الوطنية ببلوغ قيمة صادراتها إلى الأسواق الخارجية (50) مليار ريال تمثل (30%) من صادرات المملكة غير البترولية، بينما تجاوزت أصول سابك (316) مليار ريال، وبلغت استثمارات (سابك) في مجال (المسؤولية الاجتماعية) منذ عام 2004م إلى عام 2016 ثلاثة مليارات ريال.
وستواصل (سابك) الآن تنفيذ استراتيجيتها لعام 2025م، التي تساهم في تحقيق (رؤية السعودية 2030 م)، ساعيةً إلى استقطاب استثمارات خارجية تحقق قيمة مضافة عالية للاقتصاد السعودي، وتوليد المزيد من الفرص الوظيفية للعناصر الوطنية في الحقول الصناعية والتقنية، وتنمية قدرات الصناعات المحلية وتأهيلها للمنافسة العالمية،
وتحتل سابك حاليا المركز الأول عالمياً على صعيد الأرباح التشغيلية وإجمالي الأصول وصافي الربح، بالرغم تباطؤ الأسواق العالمية وتقلبات أسعار اللقيم والمنتجات، متفوقةً في هذا الجانب على كبريات الشركات العالمية مثل (باسف) الألمانية، و(ساينوبك) الصينية، و(داو) الأمريكية، كما تتبوأ المرتبة الرابعة في قائمة كبريات الشركات البتروكيماوية العالمية. وقبل توليه للقيادة لم يكن هناك سوى (مجمع سابك الصناعي للبحث والتطوير) بالرياض وأربعة مراكز تقنية بالجبيل والهند وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية .. والآن تضم منظومة (سابك) التقنية (21) مركزاً بحثياً داخل المملكة وخارجها، يعمل فيها 1,400 عالم وباحث وخبير، ونجحت هذه المنظومة في تسجيل أكثر من (12) ألف براءة اختراع حول العالم، كما أنشاءت سابك أكاديمية سابك لتنمية وتطوير الكفاءات البشرية.
ويحسب للأمير سعود بن ثنيان تبينه لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، حيث استثمرت سابك أكثر من ملياريْ ريال في إنشاء (موطن الابتكار) إلى جانب مركز تطوير التطبيقات البلاستيكية (سبادك)، وتم إنشاء (نموذج المنزل عالي الأداء) الذي حقق شهادة (ليد) البلاستيكية للريادة في الطاقة والتصميم البيئي.
وبرعت الشركة في تنويع مصادر اللقيم، من خلال العديد من المشاريع الواعدة، منها: مشروعها المشترك مع (أرامكو السعودية) لتحويل النفط إلى منتجات بتروكيماوية، كما تم تحقيق أعلى المعدلات الإنتاجية والتسويقية، واقتحمت عالم الابتكارات التقنية، وقد أثرت القطاع الزراعي وعاونته على زيادة الإنتاجية، فضلاً عن صناعة النهضة العمرانية التي تعم أرجاء المملكة وتمتد إلى البلدان المجاورة. ومن بين الانجازات توسيع باقة منتجات سابك وابتكار منتجات جديدة تلبي مستجدات الحياة العصرية، وتحقق أمن الغذاء والكساء والمسكن والدواء ومختلف المتطلبات الحياتية، وابتكار مواد جديدة من الصلب الأكثر ذكاءً لإثراء قطاع البناء والتشييد، ومواد أخف وزناً وأكثر متانةً لصناعات الطائرات والسيارات ووسائل النقل الأخرى؛ أقل استهلاكاً للوقود وأكثر محافظةً على السلامة والصحة البيئية.
وتفوقت الشركة في إنتاج مغذيات زراعية متخصصة تسهم في تحقيق الأمن الغذائي العالمي، ومعاونة القطاعات الزراعية على بلوغ أعلى المعدلات الإنتاجية من الناحيتين (الكمية) و(النوعية)، كما عمدت إلى توفير سلسلة ممتدة من المنتجات والحلول المبتكرة لصناعات مستلزمات الرعاية الصحية، والتعبئة والتغليف، والأجهزة الإلكترونية والكهربائية الأسرع والأخف وزناً وأقل سعراً،
ومن ابرز الانجازات وأهمها على الإطلاق المشروع المشترك مع (شينهوا ننغيشيا) الصينية لتحويل الفحم إلى مواد كيماوية، والمشروع المشترك مع (إكسون موبيل) في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد انتهجت الشركة استراتيجية علمية مدروسة بعيدة المدى في مجال (الاستدامة)، آخذةً بعين الاعتبار المتطلبات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية لتحقيق أعلى قيمة مضافة طويلة الأجل لمجتمعها ولها والأطراف المتعاملة معها. كما تتبنت استراتيجية نوعية في مجال (المسؤولية الاجتماعية) ، وتسهم من خلالها في تنمية مجتمعها المحلي وجميع المجتمعات التي تقدم فيها منتجاتها وخدماتها.