د. محمد عبدالله الخازم
كالمعتاد جاء اليوم السنوي للمعلم واحتفلنا به ببعض المبادرات التحفيزية مثل تأسيس مجلس استشاري للمعلمين وتغطيات إعلامية مكررة هنا وهناك، والتي لولاها لما تذكرنا هذا اليوم. كأنني هنا أعتذر ضمنًا عن تأخر الكتابة عن يوم المناسبة.
لن أكرر العبارات التحفيزية المنمقة بل الاقتراحات العملية، كامتداد لمقال الأربعاء الماضي وفيه طالبت بتأسيس معهد تدريب المعلمين وتأسيس أيام التطوير المهنية ضمن التقويم الدراسي.. أضيف اليوم ثلاثة مقترحات، أرجو أن يتم دراستها والشروع في تنفيذها. تذكروا ليس ما نكتبه في الصحافة مجرد ثرثرة وليس عيباً أن تأتي فكرة شاردة إيجابية ممن هو خارج الوزارة، مثلنا.
الأول يتمثل في اقتراح إنشاء أندية للمعلمين بحيث يصبح بكل محافظة - مدينة كبرى نادٍ اجتماعي رياضي ترفيهي للمعلمين، وذلك أسوة بأندية الضباط القائمة بالمدن الكبرى. المعلم ورجل الأمن والعسكري لهم قيمتهم الكبرى والمتماثلة كل في مجاله في الوطن والمجتمع، فلِمَ لا تؤسس أندية للمعلمين أسوة بالضباط؟ أندية يلتقون فيها ويمارسون بعض نشاطاتهم الاجتماعية والرياضية والثقافية المتنوعة.
بل أطالب أن تكون تلك الأندية في أماكن مختارة بعناية، لتكون على سبيل المثال مجاورة للبحر في المدن البحرية أو في المتنزهات بالنسبة للمناطق السياحية، مثال ما هو متوفر لمنسوبي جامعتي الدمام والبترول بوجود أندية اساتذتها على البحر. تلك الأندية قد تؤسس لها عضوية باشتراك رمزي لدعم تشغيلها وتطوير نشاطاتها، وقد تكون استثمارات عن طريق القطاع الخاص. تذكروا أن المعلمين هم أساس تطوير الأندية والأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية بأغلب محافظات ومدن المملكة، ولكنه لم تعد تحتويهم تلك الأندية والمؤسسات بعد تحولها إلى نظام مؤسسي مختلف.
المقترح الثاني يتمثل بدعم تأسيس جمعيات تعاونية للمعلمين. أتحدث عن جمعيات تعاونية وفي المملكة ما يقارب 200 جمعية تعاونية ومنها جمعيات أساتذة الجامعات. بكل جامعة يوجد جمعية تعاونية، تقريباً. لِمَ لا يتم تشجيع وتحفيز المعلمين بكل محافظة - منطقة- مدينة نحو تأسيس جمعيتهم التعاونية وتتولى وزارة التربية دعم تلك الجمعيات عبر إتاحة الفرصة لها لإدارة أندية المعلمين وتولي بعض النشاطات المحلية مثل بيع الأدوات المدرسية، المقاصف، النقل المحلي، التغذية وغيرها؟ الجمعيات إضافة لفائدتها للأعضاء كونها مساهمة ذوات عوائد مالية ستقدم خدمات تفيد الأعضاء بالدرجة الأساسية كأن تجلب لهم خدمات ومنتجات يحتاجونها، تسوق خبراتهم ومنتجاتهم، إلخ. النظام يسمح للمعلمين بصفتهم مواطنين بتأسيس تلك الجمعيات، لكننا نطالب وزارة التربية بنشر ثقافة تلك الجمعيات عبر التباحث مع وزارة الشؤون الاجتماعية في هذا الأمر ووضع تسهيلات تحفز المعلمين للإقدام على تلك الخطوة المهمة.
المقترح الثالث يتمثل في إيجاد جمعية أهلية - أو ما في حكمها- يلتقي تحت مظلتها المعلمون. الفكرة يتم تداولها وهناك محاولات لتأسيسها، لذا لن نفصل فيها، بل نستعجلها.
عندما كتبت تلك المقترحات سابقاً تمنيت أن نحتفي بها في العام التالي. مر عام تلو عام ولا جديد. لذا أكرر؛ أرجو أن نحتفي بيوم المعلم القادم في أحد اندية المعلمين وأن يلقي معالي الوزير حديثه التحفيزي السنوي في مقر أحد جمعيات المعلمين التعاونية.