فهد بن جليد
مُعظم ما نشربه من عصائر تُباع على أنَّها (طازجة), تُعد أو تُجهز أمامنا، هي ليست كذلك دائماً، السلوك المُعتاد عند مُعظم محلات العصائر الطازجة أن يتم خلط العصير ببعض المواد والنكهات والسكريات وربما الأصباغ أو الألوان لإضافة النكهات والمُحسنات، مما يُفقد عصير الفاكهة قيمته الغذائية، ويحوّله إلى مُجرد خليط أصباغ وسكريات مُضر بالصحة.
في الرياض وحدها نتحدث عن أكثر من 1200 محل بيع العصائر الطازجة - بحسب بعض الإحصاءات - يبدو الأمر في ظاهرة مُفرحاً وجيداً لأن الناس تتجه إلى شُرب العصائر الطازجة بأنواعها، ومُسمياتها المُغرية، كبدائل مُفيدة صحياً لثقافة المشروبات الغازية السائدة، المؤسف أن هناك تقارير صحية تتحدث عن أضرار خدعة بيع العصير الطازج في بعض المحلات فيما يُشبه - التحايل والغش التجاري - على الزبون من خلال استخدام الكريمات، والسكريات، والألوان الصناعية، مع إضافة النكهات الخاصة والمُحسّنة، مما ينتج عنه أضرار صحية غير متوقّعة، ليس أقلها ارتفاع السعرات الحرارية، ومستوى السكري في الدم، واختلال الدهون، بعض هذه المحلات تدغدغ المشاعر بالأسماء الرومانسية والصحية والرياضية، وتسحر العيون باستعراض الفواكه الطازجة داخلها، ولكن العبرة دائماً في المُنتج ومحتوياته الحقيقية.
إدخال النكهات والكريمات، وإضافة السكر إلى العصائر في معظم هذه المحلات، باعتباره عُرفاً سائداً ومُتعارفاً عليه عند الأغلبية يهدف إلى تحسين لون وطعم العصير، وهذه الخطوة لا تخضع لأي نوع من الرقابة، أو تحديد الكميات والنسب المسموح بها - في حال كان الأمر مسموحاً - لبيع العصير الطازج وهو يحوي نكهات وسكريات ومُحسنات وكريمات دهنية ... إلخ، وهنا يكمن الخطر والخلل الذي يجعل من تناول العصير الطازج - عند البعض - فكرة غير صائبة دائماً.
اليوم نحن نتحدث عن خطوة صحية مُتقدمة واشتراطات جديدة بضرورة الإفصاح عن حجم السعرات الحرارية لكل وجبة يتم بيعها في السوق والمطاعم السعودية، أليس من الأولى أن تُلزم محلات بيع العصائر الطازجة بالخطوة ذاتها، لناحية كشف نسب السكر والألوان والنكهات، مع الرقابة الصارمة والجادة، حتى نفرق بين حقيقة العصير الطازج المُفيد، من أضرار الأصباغ والنكهات بمُسمياتها الطازجة.
وعلى دروب الخير نلتقي.