د. ناهد باشطح
فاصلة:
(لا يكون المرء مغلوباً حين يعود إلى العقل)
- حكمة فرنسية -
عندما سألني المذيع في إحدى القنوات في احتفالنا باليوم الوطني سبتمبر الماضي عن إنجازات المرأة مشفوعاً بوصفه لي كناشطة، قلت له: «إنني لست ناشطة»،كما أنني لست نسوية رغم دراستي واهتمامي بها، والذي لا يخولني أن أكون نسوية في ظل عدم وجود حركة نسوية بمعناها الصحيح.
عادة ما تبدأ أي حركة نسوية من خلال فتح المجال لتعليم المرأة وأيضاً عمل النساء تحت مظلات الجمعيات أو الاتحادات النسائية كما حدث مثلاً لدى دول الخليج المجاورة.
وبالرغم من وجود وسائل إعلام تغطي الحركات النسوية الخليجية، مثلما فعلت مجلة المجلة في عددها الصادر في 19 ديسمبر 2013 إلا أنه لم يتم الحديث عن النسويات السعوديات إلا في 16 يناير 2014 في تقرير بدأ متوازناً في تسليط الضوء على الحراك النسوي السعودي وإشارته إلى مبادرة «بلدي» التي أسهمت في توعية النساء في الحق السياسي للتصويت والانتخاب في المجالس البلدية.
على أن نشر الكاتب «صالح سالم» في جريدة الجزيرة 16 يوليو 2016 مقالاً يعلق فيه على دراسة الباحثة الفرنسية «أميلي لورونار» في كتابها (النساء والفضاءات العامة في السعودية) يظهر لنا ندرة الدراسات الأثنوغرافية والأنثربولوجية عن المرأة السعودية.
لكن الدراسة الميدانية لاميلي، كانت مهمة فهي ركزت على خطابين أثرا في الحراك النسوي في السعودية وهما: خطاب الصحوة الإسلامية، وخطاب الإصلاح.
ورغم اهتمام الكاتب بالجندرية إلا أنه أنهى مقالته بتساؤلات عن وجود دراسات معمقة من باحثات الجندر في السعودية حول قضايا كالبحث في فكرانية المرأة في السعودية، ورصد الحركة النسوية في السعودية، إلا أنه قد غاب عنه عدم وجود قسم لدراسات المرأة في أي من جامعاتنا وبالتالي لا وجود لباحثة جندرية سعودية.
أعتقد بأن الحركة النسوية السعودية كانت ستبدأ إبّان تشكيل أول اتحاد نسائي عربي سعودي في جدة رأسته السيدة سميرة خاشقجي بالانتخاب عام 1965 كما أن أول كاتبة نشرت باسمها الصريح في الخمسينيات هي لطفية الخطيب، وأول جمعية نسائية رأستها بالانتخاب الأميرة «عفت الثنيان» عام 1962م مما يشير إلى نشاط المرأة السعودية في ذلك الوقت.
لكن تداعيات حادثة جهيمان عام 1979م وانتشار المد الصحوي أجهض نشاط المرأة العام وحصره ضمن العمل الخيري في الجمعيات الخيرية النسائية التي لم يكن ضمن أهدافها أي من النشاطات النسوية والمطالبة بحقوق المرأة.
أما عن دور الإعلام في وجود الحركة النسوية أو غيابها فهو حديث الثلاثاء القادم.