سعد الدوسري
أصدر وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى قراره بإنهاء تكليف وكيل المناهج وإسناد طباعة ومراجعة الكتب الدراسية إلى شركة تطوير للخدمات التعليمية، وذلك بعد خطأ كتاب الاجتماعيات الكارثي، الذي مرَّ على خمس لجان مراجعة.
اليوم، تتوجه كل المؤسسات العالمية إلى التعاقد مع كيانات خارجية لتوفير الخدمات المطلوبة، وهو توجه استثماري مُجْدٍ اقتصادياً، ومنافس على مستوى الجودة. وبهذا التوجه، ستضمن وزارة التعليم منتجات أفضل بكثير، سواء على مستوى المحتوى أو الإخراج، كما أنها ستحمل الأخطاء على الشركة، وليس كما هي الحال في الأخطاء السابقة، التي تحملتها الوزارة، ولم يتضرر شخص واحد، من لجان المراجع.
لقد كان لسان حال الجميع، بعد اعتذار الوزير، يقول:
- ومن سيتحمل تكلفة إعادة طباعة الكتاب؟
أظن أن القرار الجديد هو أفضل ردة فعل ممكنة على كل ما جرى، ونتمنى من مسؤولي شركة تطوير أن يعوا أن الوقت لن يكون أفضل، فعليهم أن يغتنموا الفرصة، ليحشدوا كل طاقاتهم، لتقديم منهج مطور ومحفز يتلاءم مع عقليات أبنائنا وبناتنا، ويواكب التطورات التقنية الراهنة، ويدخل في تحديات حقيقية مع مناهج العالم، ويكثف العلم والمعرفة الحديثة بمفهومها الشامل.
لقد كان الآخرون يظنون أن الإنسان السعودي لن يقبل التغيير، وهاهي التجارب المتلاحقة تثبت العكس، ويبقى أن تستغل وزارة التعليم ظرف التحول لكي تتحول هي الأخرى.