سام الغُباري
اهجروا «صالح» واتركوه.. ابتعدوا عنه، غادروا أيامه ولياليه، أغلقوا قناته واحذفوا كل شيء، اقطعوا عرق الصمود ووهم البقاء في مواجهة الشرعية الحكومية، فما عاد صالحٌ صالحًا لشيء. لن ينتصر على أحد، ولن يحملكم إلى الفوز الذي تأملون، فما عاد في العمر بقية، ولا في الجهد قوة وعزيمة.
- إنه «الزير صالح».. المنتقم الذي قضى على عائلته وأصدقائه وأنصاره، اسعر في حياتهم الجحيم على جسده الذي احترق فجأة حتى كاد أن يموت، لكنه عاد ليحرق الأمة كلها، قال في التلفاز إنه يحمل «غصن الزيتون» لأعدائه الذين اتهمهم بالجريمة، وبعد أيام قال لنا في اجتماع صغير إنه لن يترك ثأره في نفسه وولده وحفيده!. لا بد أن ينتقم وما قال عبر الشاشات هراء من تلك الكلمات التي لا يجرؤ على قولها علنًا !.
- سقطت اسطورة الرئيس المتسامح، رجل العفو، الحاكم الطيب الذي لا يقتل معارضيه، وظهر «الزعيم» الذي يبيع رجاله، رئيس العصابة، الغاضب الذي لا يهدأ حتى ينتهي اعداؤه في القبر!، وقد اطلق مخزونه «الذي يعجبك» للرد على كل يمني، كل رصاصة اشتراها وكل قنبلة وقذيفة تفجرت في وجوه اليمنيين ولا أحد سواهم !.
- من بات مؤمنًا بـ»صالح» سيصحو على اقدام الحوثيين تدهس كرامته، وتسطو على منزله، وتغتاله من الخلف كما فعلوا مع «خالد الرضي» الذي اتلفوا حياته بتوقيع جديد لاتفاق «تهدئة» اخرق بين مجرمين من عصابة تهريب واسعة النطاق.
- ماذا بقي لكم حتى تؤمنوا أنكم عرايا بلا لباس، فما عاد «الزعيم» يستركم وهو الخطيئة، هل يجب أن يقتحم الحوثيون كل بيوتكم ويهتكوا ما بقي من اعراضكم ويطلقوا الرصاص على بناتكم وفتيانكم لتعرفوا أنكم قاتلتمونا لتحموا المجرمين الذين يكرهونكم!، وأننا ما أردنا لكم سوى الخير والدستور والقانون!.
- ماذا إن لم تتحرك طائرات الحزم لقصف اوكار وارتال الحوثيين ومعسكراتهم ودباباتهم التي توهمنا أنها في عهدة جيش عظيم، فما لبث كل شيء يتبخر. هرب الضباط والجنود مثل حريم الموالي وقالوا إن على الذين تخرجوا من كلية الاعلام تقع عُهدة الدفاع عن صنعاء وحمايتها!، وفي عدن وتعز صار الباعة الجائلون أشد رجولة من ضباط جيش «لاتدسعوا الشيوبه» وأكثر وعيًا بانتمائهم وحقيقة اهداف عاصفة الحزم التي دمّرت القوة المخبوءة في الجبال الممتلئة بأطنان البارود على حساب حياتنا ونمائنا واقتصادنا وكهربائنا وزراعتنا، ثم ماذا بعد كل هذا.. تفجّر البارود في وجوه كل اليمنيين، ولم يسلم أحدٌ من الأذى!.
- رغم العاصفة ما يزال الحوثيون وقحون حتى العظم، هاشميتهم المتسخة بالدم والثأر تنتشي في لحظة موت الحسين بحثًا عن غنيمة، عن صدر عنيد ورأس صلب، فما وجدوا سوى «كامل الخوداني» - آخر العاشقين لصالح» - يغيظهم بنقده اللاذع وبأنه لا يخشاهم، ذلك الكبرياء يستفزهم، من يكون هذا المُدوّن أمام مشايخ القبائل الذين سحقوهم بأقدامهم وكسّروا افواههم فما جرأوا على القول او الانين، وقد حسموا امرهم «يجب أن يُعاقب هذا المتطاول»، وسيأتي «عارف الزوكا» مرة أخرى ليبرر لهم ما يشاؤون، فهو عراب التهدئة والزعيم المنتظر الذي يسعده احتراق «صالح» وخبو بريقه وآماله.
- اختفى «كامل» ولم يجرؤ «ياسر العواضي» أو «حسين حازب» سؤال «صالح الصماد» في مقيل المزاح اليومي عن حال ابنة «المخفي قسرًا» التي تعرضت لطلق ناري من حلفاء «صالح» بسبب أن والدها أحبّه أكثر منها ومن انجاله جميعًا !. لهذا نقول لكم لا تعشقوا الزعيم، فهو الوحيد الذي لا يستطيع البقاء معكم حتى النهاية، انه يريد أن يُعشق ولا يَعشق.. وتلك انانية مفرطة لقصة رجل عجوز ظفر به العمر فلا يحترم رجاله ابدًا.
- أيها اليمانيون المحاصرون بنهديّ صنعاء، لا تناموا اليوم أو غدًا وفي قلبكم ذرة أمل في قدرة أحد على حمايتكم حتى وإن كان «الزعيم»، انتم اليوم وحدكم في مواجهة الحوثيين الذين واجهناهم قبل ثلاث سنين بالعاصفة والرجال، افتحوا «صنعاء» لنا وابتعدوا عن الألم المكين، اضبطوا عيالكم في بيوتكم ولا تخرجوا الى السبعين، دعونا في مواجهة المجرمين ولا تحولوا بيننا وبينهم، دعوها معركة أخيرة لاقتلاع أوهام الولاية والخرافة، رأسًا رأس، ويدًا يد، وطلقة طلقة، ادخلوا بيوتكم وأغلقوا على أنفسكم أبوابكم واتركوا سنابك الخيل تمحو آثام صنعاء، سندافع عنكم وعن كرامتكم ورواتبكم وحياتكم وحرياتكم أكثر مما تظنون.
- اتركوا «الزير صالح» وحيدًا.. فمن كان مؤمنًا به ستخنقه لعنته، ويذوي بين أذرع الملثمين من أصحاب الكنى المستعارة وقد تكفي رفساتهم لتعيد من لا عقل له صوابه فيعرف شطر قِبلته قبل أن يموت على ضلالة فيصير من الخاسرين.
وإلى لقاء يتجدد.